فن

هند صبري تتألق في الموسم الثاني من مسلسل «البحث عن علا»

منذ بدء عرض الجزء الثاني من مسلسل “البحث عن علا”، استطاع العمل احتلال الصدارة على منصة نتفليكس، متفوقًا على أعمال بارزة مثل “إيميلي في باريس”.

هذا النجاح الكبير يعكس الترقب الذي أحاط بالموسم الجديد بعد الانتقادات التي وجهت للموسم الأول، والذي لم يلقَ استحسان بعض الجمهور، وخاصة النساء اللاتي انتقدن عدم واقعية تصوير حياة المطلقات المصريات.

 “علا” ومشروعها الجديد

في هذا الموسم، ركزت الشخصية الرئيسية “علا” (هند صبري) على تطوير مشروعها الشخصي بدلاً من التركيز على حياتها العاطفية، وهو تحول مهم عن الموسم الأول.

تعارض علا التضحية بمبادئها من أجل الربح السريع، وهو ما يعرضها لخطر خسارة مشروعها، لكن ولاءها لقيمها يدفع شخصية “كريم” (ظافر العابدين) للتراجع عن قراره ببيع الأرض والمشاركة في مشروعها، مما يؤدي إلى تصاعد القصة الدرامية مع السفر إلى فرنسا.

 قوة الشخصيات الجانبية

أحد نقاط القوة في الموسم الجديد هو تسليط الضوء على شخصيات جديدة وقصص جانبية، مثل مشكلات المراهقة وعواقب التربية الحديثة. هذا التنوع أعطى المسلسل عمقًا أكبر، وأظهر “علا” في دور الأم بنضج أكبر، ما أتاح للجمهور التفاعل مع قصص مختلفة بعيدة عن محور الحب والعلاقات.

 التصوير والإخراج كعناصر نجاح

ساهمت جمالية إخراج هادي الباجوري وأماكن التصوير الطبيعية ذات الألوان الزاهية في تحسين تجربة المشاهدين.

مناظر المزرعة في القاهرة وأجواء الريف الفرنسي كانت من العوامل البصرية الجذابة التي أضافت إلى جاذبية العمل، مما جعله مريحًا ومبهجًا للعين.

 الكيمياء بين الأبطال

لا يمكن إغفال دور ظافر العابدين في نجاح المسلسل، فالكيمياء بينه وبين هند صبري التي تكررت في أعمال سابقة مثل “حلاوة الدنيا”، أضافت للموسم طابعًا رومانسيًا جذابًا. رغم ظهور ظافر بمظهر غير مثالي من حيث الوزن والشعر، إلا أن تلقائيته وبساطته أسرت قلوب الجمهور، خاصة مع إجادته للغة الفرنسية التي أضافت بعدًا آخر لشخصيته.

 النجاح الكوميدي والشخصيات الجانبية

بعيدًا عن الثنائيات الرومانسية، كان للشخصيات الكوميدية مثل “سهير” (سوسن بدر) و”منتصر” (محمود الليثي) دور بارز في إضفاء روح خفيفة على المسلسل. بعض المشاهدين أبدوا إعجابهم بالشخصيات الجانبية، حتى وصل الأمر إلى المطالبة بإنتاج مواسم مشتقة تركز على “سهير” و”منتصر”.

 العيوب التي لا يمكن تجاهلها

رغم النجاحات العديدة، يعاني المسلسل من بعض السلبيات، أبرزها تقديم شخصية “علا” بشكل مبالغ فيه من حيث الكوميديا، حيث تبدو تصرفاتها طفولية عند ظهور رجل في حياتها، ما يتناقض مع نضجها في دور الأم وصاحبة المشروع. كذلك، تكرار مشاهد الأحضان بين “علا” والرجال أثار استياء بعض الجمهور، معتبرين أنها لا تعكس العادات العربية أو المصرية.

رغم الانتقادات، يُعتبر “البحث عن علا” مسلسلًا اجتماعيًا يناقش قضايا العلاقات والأبوة والأمومة، ويطرح أسئلة مهمة حول الأجيال وطرق التربية.

مع تحسن واضح في جودة الكتابة والإخراج، يبقى هذا العمل مرشحًا قويًا لمحبي الأعمال الرومانسية ذات الطابع الخفيف والمبهج بصريًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى