تقارير

7 أكتوبر: بداية حرب مستمرة وتأثيراتها على الاستقرار الإقليمي

مع مرور عام على الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر، يُظهر الوضع الاقتصادي في إسرائيل علامات ضعف ملحوظة.

إذا كان معيار النصر يعتمد فقط على التأثير الاقتصادي، لكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد أعلن انتصارًا مبكرًا، ولكن الواقع مختلف تمامًا.

على الرغم من الدمار الهائل الذي حل بغزة، يعاني الاقتصاد الإسرائيلي من تداعيات الحرب، حيث يشير تقرير لصحيفة هآرتس الإسرائيلية إلى أن النصر المحتمل يمكن أن يكون “بيريك” أو باهظ الثمن.

النمو الاقتصادي في تراجع

وفقًا للتقارير، شهد الاقتصاد الإسرائيلي انكماشًا بنسبة 1.5% حتى نهاية يونيو مقارنة بالعام السابق، مما يعكس عدم التعافي من الانهيار الذي حدث في بداية الحرب.

وكالات التصنيف الائتماني الكبرى قامت بخفض التصنيف الائتماني لإسرائيل، مما أدى إلى تراجع الصادرات والاستثمارات، وارتفاع التضخم نتيجة القيود المفروضة على المعروض. يُتوقع أن يتراجع الناتج المحلي الإجمالي في عام 2024 وأن يسجل نموًا ضئيلًا في عام 2025.

أبعاد استراتيجية الحرب

تؤكد الصحيفة أن هناك عاملين رئيسيين يتطلبان التفكير: أولًا، هل كان من الضروري أن تستمر الحرب لفترة طويلة؟ وثانيًا، هل كان يمكن للحكومة إدارة التأثير الاقتصادي للصراع بشكل أفضل؟ في بداية الحرب، كان من الواضح أن المعركة ضد حماس لن تنتهي بسرعة، ما يتطلب استراتيجيات أكثر شمولية لتحقيق أهداف عسكرية واقتصادية واضحة.

 الفشل في إدارة الأزمة

تظهر إدارة الحكومة الحالية فشلًا في اتخاذ قرارات استراتيجية، حيث أن الحكومة تسعى لتحقيق “نصر كامل” على أمل محو العار الناتج عن أحداث السابع من أكتوبر.

بدلاً من ذلك، كان من الممكن تحقيق أهداف عسكرية واقتصادية معقولة كان من الممكن أن تقلل من الخسائر وتبدأ عملية التعافي.

الوضع السياسي وتأثيره على الاقتصاد

تعكس إدارة نتنياهو الحالية تفضيلًا واضحًا للمصالح السياسية على الاقتصاد، حيث يبقي على وزير الدفاع في منصبه لضروراته الأمنية، بينما يترك وزير المالية غير الكفء في منصبه رغم الأزمة الاقتصادية المتزايدة. هذه الديناميات السياسية تؤثر سلبًا على استقرار الاقتصاد، مع تفاقم العجز المالي وزيادة التضخم.

 تداعيات الصراع الإقليمي

على الرغم من أن الحرب لم تؤثر على الاقتصاد العالمي بشكل كبير حتى الآن، فإن التصعيد المحتمل مع إيران قد يكون له تأثيرات أكبر.

أي هجوم على إيران يمكن أن يؤدي إلى نقص كبير في النفط، مما سيزيد من تكاليف الطاقة على مستوى عالمي، وسيتسبب في زيادة التكاليف بشكل عام في إسرائيل.

في نهاية المطاف، يبدو أن النزاع المستمر في الشرق الأوسط يفرض تحديات اقتصادية كبيرة على إسرائيل. فبينما يتمثل الأمل في النصر الكامل، إلا أن التكلفة الاقتصادية والنفسية لا تزال ترتفع، مما يدفع نحو تساؤلات حول كيفية إنهاء الصراع بأقل الأضرار الممكنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى