أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن اكتشاف ضخم للهيدروجين الطبيعي، والذي يُتوقع أن يكون له تأثير كبير على مستقبل الطاقة العالمي.
يتضمن هذا الاكتشاف منجمًا عملاقًا يحتوي على كميات هائلة من الهيدروجين الطبيعي تُقدر بتريليونات الأطنان، ويقع في منطقة مشتركة بين ثلاث ولايات أمريكية.
الهيدروجين الطبيعي: وقود المستقبل
يُعتبر الهيدروجين الطبيعي، أو ما يُعرف بالهيدروجين الأبيض، نوعًا من الوقود الجيولوجي الذي يتم استخراجه بطرق جيوكيميائية من التكوينات الصخرية الغنية بالحديد.
يتميز هذا الوقود بإمكانية إنتاجه بتكلفة منخفضة وبانبعاثات قليلة، مما يجعله خيارًا مثاليًا لدعم التحول إلى الطاقة النظيفة.
تفاصيل الاكتشاف وأهميته
قدرت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS) احتياطيات الهيدروجين الطبيعي المكتشفة بحوالي 5 تريليونات طن، إلا أن الوصول التجاري إلى هذه الاحتياطيات ما زال يتطلب تقنيات متقدمة، حيث تقع أغلبها في أعماق بعيدة جدًا تحت سطح الأرض. ورغم ذلك، يُتوقع أن تكون الكمية القابلة للاستخراج التجاري حوالي 500 مليون طن سنويًا، ما يكفي لتلبية احتياجات البشرية لعقود طويلة.
مناطق الاكتشاف ودورها في إنتاج الهيدروجين
ساهمت ثلاث ولايات أمريكية في تحقيق هذا الاكتشاف الضخم، وهي نبراسكا، وكاليفورنيا، وتكساس.
تلعب هذه الولايات دورًا حيويًا في تعزيز قطاع الهيدروجين، ليس فقط على صعيد الهيدروجين الطبيعي، بل أيضًا في إنتاج الهيدروجين الأخضر، الأزرق، والأصفر، الذي يُنتَج من مصادر طاقة نظيفة أو تقنيات متقدمة لإزالة الكربون.
أنواع الهيدروجين المختلفة
إلى جانب الهيدروجين الطبيعي، تُنتج أنواع أخرى من الهيدروجين بطرق مختلفة:
– الهيدروجين الأخضر: يُنتَج من مصادر الطاقة المتجددة مثل الشمس والرياح، ويُعتبر الأفضل من الناحية البيئية.
– الهيدروجين الأزرق: يُنتَج من الغاز الطبيعي، ويتم التعامل مع الانبعاثات الناتجة عنه عبر تقنيات احتجاز وتخزين الكربون.
– الهيدروجين الرمادي: يُنتَج من الغاز الطبيعي دون إزالة الانبعاثات، مما يجعله أقل صداقة للبيئة.
– الهيدروجين الأصفر: يُنتَج باستخدام الطاقة النووية ويثير جدلاً حول دوره في مستقبل الطاقة.
الاستثمار في مستقبل الهيدروجين
تستثمر الولايات المتحدة بكثافة في تطوير قطاع الهيدروجين، من خلال حفر آبار استكشافية وبناء بنية تحتية قوية لدعم إنتاج وتوزيع هذا الوقود الواعد. تُعد كاليفورنيا من الولايات الرائدة في هذا المجال، بفضل التزامها القوي بمستهدفات الطاقة المتجددة.
يمهد اكتشاف أكبر منجم للهيدروجين الطبيعي في العالم الطريق أمام تغيير جذري في مشهد الطاقة العالمي.
مع تزايد الاهتمام بالطاقة النظيفة والمستدامة، يُتوقع أن يلعب الهيدروجين الطبيعي دورًا حيويًا في مستقبل الطاقة، مما قد يقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري ويساهم في الحد من الانبعاثات الكربونية على مستوى العالم.
