أخبار دوليةأخبار عربية

إخلاء فوري لمدينة غزة: الجيش الإسرائيلي يصدر أمراً شاملاً لجميع أحيائها استعداداً لعملية عسكرية واسعة

في تطور دراماتيكي يثير مخاوف دولية، أعلن الجيش الإسرائيلي صباح الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 عن أمر إخلاء عاجل يشمل جميع سكان مدينة غزة وكل المتواجدين في أحيائها، مطالبًا إياهم بالخروج الفوري باتجاه الجنوب عبر محور الرشيد نحو المنطقة المعروفة بـ”الإنسانية” في منطقة المواصي.

يأتي هذا الأمر في سياق تصعيد عسكري متوقع يهدف إلى السيطرة الكاملة على أكبر مركز حضري في قطاع غزة، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية محتملة.

 تحذير أدرعي وتفاصيل الأمر

نشر المتحدث العسكري الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر منصة “إكس”، التحذير الرسمي الموجه إلى “جميع سكان مدينة غزة والمتواجدين في كل أحيائها، من المدينة القديمة وحي التفاح شرقًا وحتى البحر غربًا”. وأكد أدرعي أن الجيش “مصمم على الحسم”، مشيرًا إلى أنه “سيعمل في منطقة مدينة غزة بقوة كبيرة، كما عمل في مختلف أنحاء القطاع”.

كما أرفق المنشور بخريطة توضح الطرق الآمنة المقترحة للإخلاء، مع التركيز على تجنب المناطق القتالية.

يُعتبر هذا الأمر الأول من نوعه الذي يشمل المدينة بأكملها دفعة واحدة، بخلاف التحذيرات السابقة التي كانت تستهدف مبانٍ أو أحياء محددة.

وفقًا لتقارير إعلامية، أُسقطت منشورات ورقية تحمل الرسالة نفسها فوق المدينة، مع إعلان منطقة المواصي كـ”منطقة إنسانية” جديدة ستُقدم فيها خدمات أفضل مثل الخيام وخطوط المياه ومجمعات التوزيع الإنساني. ومع ذلك، يُشير مراقبون إلى أن هذه المنطقة نفسها تعرضت لقصف سابق، مما يثير تساؤلات حول أمانها.

 تصريحات قيادية إسرائيلية وتهديدات التدمير

يأتي الأمر بعد تصريحات حادة من قادة إسرائيليين. فقد أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يوم الاثنين، أن سلاح الجو الإسرائيلي دمر 50 برجًا سكنيًا في غزة خلال اليومين الماضيين، واصفًا ذلك بـ”مجرد مقدمة” لعملية عسكرية أوسع نطاقًا. ووجه نتنياهو كلامه مباشرة إلى سكان القطاع قائلاً: “أقول لسكان غزة، استمعوا إلي جيداً: لقد حُذّرتم، اخرجوا من هناك”.

من جانبه، جدد وزير الدفاع يسرائيل كاتس تهديداته عبر “إكس”، مشيرًا إلى أن “اليوم سيضرب إعصار هائل سماء مدينة غزة، وستهتز أسطح أبراج الإرهاب”.

وأضاف كاتس: “هذا تحذير أخير لعناصر وقادة حماس المتواجدين في غزة وفي الفنادق الفاخرة بالخارج. أطلقوا سراح الرهائن وألقوا أسلحتكم، وإلا ستُدمر غزة وأنتم”.

هذه التصريحات تأتي في إطار خطة إسرائيلية لاحتلال المدينة بالكامل، مع تقارير تشير إلى تعبئة 40 ألف جندي احتياط استعدادًا للهجوم البري المتوقع في منتصف الشهر.

 السياق الإقليمي والجهود الدبلوماسية الفاشلة

لم تنجح الجهود الدبلوماسية التي بذلتها الولايات المتحدة وقطر ومصر في الوساطة بين إسرائيل وحماس للتوصل إلى وقف إطلاق نار أو اتفاق لتحرير الرهائن المتبقين.

وتُشير التقارير إلى أن مدينة غزة تشهد منذ أسابيع تكثيفًا للقصف الجوي والعمليات البرية، مما أدى إلى إصابات واستشهادات يومية.

كما أعلنت الأمم المتحدة حالة مجاعة في القطاع، محذرة من أن نحو 500 ألف شخص يواجهون ظروفًا “كارثية”، مع منع واسع للمساعدات الإنسانية.

تُقدر الأمم المتحدة أن حوالي مليون نسمة يعيشون في مدينة غزة ومحيطها، وأن النزوح الجماعي قد يؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، خاصة مع الحصار الذي منع 83% من المساعدات الغذائية حتى الآن. وفي تقريرها العالمي لعام 2025، وثقت منظمة هيومن رايتس ووتش هجرات قسرية متكررة لسكان غزة، معظمهم نساء وأطفال، وتحذر من انتهاكات للقانون الدولي.

 خلفية الحرب والخسائر

اندلعت الحرب في قطاع غزة بعد هجوم شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل 1219 شخصًا وفقًا للبيانات الرسمية الإسرائيلية.

ردت إسرائيل بإعلان حرب شامل، مما أدى إلى عمليات عسكرية أوقعت 64,522 قتيلاً، معظمهم مدنيون، بحسب إحصاءات وزارة الصحة في غزة. وتسيطر إسرائيل حاليًا على نحو 75% من القطاع، وتؤكد السلطات الإسرائيلية أن 20 من أصل 48 رهينة باقية في غزة ما زالوا أحياء، بينما تُقدر الفصائل المسلحة باحتجاز نحو 100 رهينة، منهم أكثر من 30 قُتلوا في الاشتباكات.

هذا التصعيد الأخير يُعد جزءًا من عملية “عربات جدعون 2″، التي تهدف إلى تدمير البنية التحتية لحماس، لكنه يثير قلقًا عالميًا بشأن مصير القطاع بأكمله، مع دعوات متزايدة من دول غربية للاعتراف بدولة فلسطين وفرض عقوبات على إسرائيل.

Mariam Hassan

مريم حسن كاتبة وصحفية متخصصة في الشأن الهندي ـ الباكستاني و جنوب شرق آسيا خبرة سنتين في مجال العمل الصحفي والإعلامي. أماكن العمل : داي نيوز الإخباري. أعمل على ترجمة وتحرير الأخبار والتقارير الصحفية المتنوعة. تحليل و دراسة التحولات السياسية والتهديدات الأمنية في آسيا وانعكاساتها على الأمن القومي المصري والعربي. متابعة التطورات الاقتصادية والتكنولوجية، وتحليل سياسات القوى الإقليمية وأنماط التحالفات بين جنوب آسيا والشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى