أحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في مجال الرعاية الصحية، حيث أصبح أداة مهمة في تشخيص وعلاج الأمراض. من أبرز هذه الاستخدامات، الكشف المبكر عن سرطان الجلد، حيث يتوقع أن تصبح أدوات التشخيص المعتمدة على الذكاء الاصطناعي شائعة بين الأطباء وطلاب الطب لتحسين دقة التشخيص.
دراسة جامعة ستانفورد: تحسين دقة التشخيص
أظهرت دراسة نُشرت في أبريل 2024 في مجلة *npj Digital Medicine* أن الأدوات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي تزيد من دقة تشخيص سرطان الجلد. الدراسة التي أجريت في كلية الطب بجامعة ستانفورد أوضحت أن هذه الأدوات تساعد الأطباء في التمييز بين الحالات المصابة وغير المصابة بسرطان الجلد بدقة أعلى مقارنة باستخدامهم الطرق التقليدية.
فعالية الذكاء الاصطناعي في التشخيص
حلل الباحثون بيانات تشمل أكثر من 67,000 تقييم لحالات سرطان جلدية قام بها أطباء وطلاب طب، وتبين أن الأطباء الذين استخدموا الذكاء الاصطناعي كانت لديهم معدلات تشخيص أعلى. وحققوا دقة في تشخيص 81.1% من حالات سرطان الجلد مقارنة بنسبة 74.8% فقط لدى من لم يستخدموا الذكاء الاصطناعي.
استفادة الأطباء من مختلف التخصصات
أظهرت الدراسة أن الأطباء من مختلف المستويات والتخصصات استفادوا من استخدام الذكاء الاصطناعي، حيث كانت أكبر الفوائد من نصيب الأطباء غير المتخصصين في الأمراض الجلدية.
وقد أثبتت الأدوات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي فعاليتها بشكل خاص في تحسين تجربة التعليم لطلاب الطب في مجالات تعتمد على التصوير الطبي، مثل الأمراض الجلدية.
مستقبل الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية
أكد الباحثون أن أدوات الذكاء الاصطناعي لا تهدف إلى استبدال الأطباء، بل تهدف إلى دعمهم وتحسين كفاءة عملهم.
وأشارت الدكتورة إليني لينوس، مديرة مركز الصحة الرقمية بجامعة ستانفورد، إلى أن هذه الأدوات تسهم في تحسين دقة التشخيص وتخفيف عبء العمل عن الأطباء، مما يؤدي إلى تقديم رعاية أفضل للمرضى.
ضرورة الكشف المبكر عن سرطان الجلد
تؤكد الدراسات الحديثة، مثل دراسة نشرتها مجلة *BMJ Oncology*، أن معدل الإصابة بسرطان الجلد آخذ في الارتفاع بشكل ملحوظ، خاصة بين الفئات العمرية الأصغر من 50 عامًا.
مع هذه الزيادة، تصبح الحاجة ماسة إلى أدوات متقدمة تساعد في اكتشاف هذا النوع من السرطان في مراحله المبكرة، حيث يسهل العلاج كلما تم التشخيص بشكل أسرع.
يعزز الذكاء الاصطناعي من قدرات الأطباء وطلاب الطب في مجال تشخيص سرطان الجلد، مما يعزز من جودة الرعاية الصحية، ويساعد في الكشف المبكر عن المرض وتحسين النتائج العلاجية.
