تجدد الحديث في وسائل الإعلام التركية عن احتمالات حدوث زلازل كبيرة في تركيا بعد الزلزال الذي ضرب منطقة بازارشيك بولاية مرعش يوم السبت الماضي، بقوة 4.9 درجة على مقياس ريختر. يأتي هذا في سياق القلق المتزايد بشأن احتمال تكرار أحداث الزلزال الكبير الذي حدث في فبراير 2023.
أسباب تعرض تركيا المستمر للزلازل
تحدث الخبير الجيولوجي التركي أردال شاهان في مقابلة مع “العربية.نت” عن الأسباب التي تجعل تركيا عرضة للزلازل بشكل مستمر.
وذكر أن الموقع الجغرافي لتركيا، الذي يحتوي على العديد من خطوط الصدع النشطة، يجعلها عرضة لزلازل متكررة.
تشمل هذه الخطوط صدع شمال الأناضول وشرق الأناضول وغرب الأناضول، التي تسببت في زلازل كبرى في الماضي.
تأثير زلزال فبراير 2023 على المنطقة
أشار شاهان إلى أن زلزال فبراير 2023، الذي ضرب مرعش بقوة 7.7 و7.6 درجة، خلف دمارًا هائلًا في 11 محافظة، وأدى إلى وفاة عشرات الآلاف من الأشخاص وتشريد مئات الآلاف.
ورغم أن النشاط الزلزالي في هذه المناطق لا يزال مرتفعًا، فإن التهديدات تستمر في ظل استمرار النشاط على خطوط الصدع.
المناطق المهددة بالزلازل في المستقبل
توقع الخبير أن مناطق مثل إرزينجان وبينجول وتونجيلي وأضنة تظل معرضة لخطر الزلازل الكبرى في المستقبل.
ولفت إلى أن منطقة يديسو الواقعة بين إرزينجان وبينجول، والتي لم تشهد زلزالًا كبيرًا منذ عام 1794، تعتبر معرضة لزلزال محتمل بقوة 7 درجات أو أكثر.
زلازل البحر الأبيض المتوسط وبحر إيجة
أكد شاهان أيضًا أن منطقتي بحر إيجة والبحر الأبيض المتوسط في تركيا معرضتان للزلازل بسبب النشاط المستمر لخطوط الصدع. واستشهد بزلزال إزمير في أكتوبر 2020 كدليل على النشاط الزلزالي في البحر الأبيض المتوسط، مشددًا على أهمية مراقبة خطوط الصدع النشطة في هذه المناطق.
المخاوف من الزلازل وتأثيرها على البنية التحتية
سلط الخبير الضوء على المخاوف المتعلقة بمحطة أكويو للطاقة النووية في مرسين، مشيرًا إلى أن الزلازل في البحر الأبيض المتوسط قد تشكل تهديدًا كبيرًا لها. وأكد أهمية تقييم مخاطر الزلازل، وضمان فعالية أنظمة السلامة في المحطة لتقليل المخاطر المحتملة.
أكد شاهان أن تركيا بحاجة إلى اتخاذ تدابير استباقية لمواجهة مخاطر الزلازل، بما في ذلك تعزيز البنية التحتية وتوعية الجمهور وتدريب فرق البحث والإنقاذ.
إن الاستعداد الجيد يمكن أن يقلل من الآثار المدمرة للزلازل ويساعد في حماية الأرواح والممتلكات.
