التعاون العسكري بين إيران وروسيا: تحالف ظرفي أم استراتيجية طويلة الأمد؟
تواجه إيران حالياً انتقادات من الأوروبيين بشأن تزويد روسيا بصواريخ باليستية متوسطة المدى، حيث تنكر طهران هذه المزاعم كما نفت سابقاً تقديم مسيرات لروسيا.
ورغم أن التعاون العسكري بين روسيا وإيران قد يظهر وكأنه علاقة استراتيجية، فإن العديد من المؤشرات تدل على أن هذه العلاقة تتسم بكونها ظرفية، تُفرض بسبب الحاجة المتبادلة والأزمات المؤقتة، مع وجود بعض العناصر الاستراتيجية فيها.
التوترات حول ممر زنغزور والموقف الإيراني
في خضم التوترات، أبدى المسؤولون الإيرانيون قلقهم بعد دعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لموقف باكو بشأن ممر زنغزور، الذي يربط أذربيجان بمنطقة نخجوان ذاتية الحكم.
هذا الدعم الروسي أثار غضب طهران، التي اعتبرت أن هذا الموقف يهدد مصالحها الوطنية. وعلى إثر ذلك، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية السفير الروسي في طهران للاحتجاج، إلا أن روسيا تمسكت بموقفها، مما أدى إلى تصعيد التوترات.
تطورات التعاون العسكري والاقتصادي
على مدى السنوات، تطورت العلاقة بين موسكو وطهران بشكل ملحوظ، حيث قامت روسيا بإنهاء بناء محطة بوشهر النووية الإيرانية، رغم التأخيرات.
ومع ذلك، عانت هذه العلاقة من تحديات عدة، بما في ذلك تأخير تسليم أنظمة الدفاع الصاروخي إس-300 إلى إيران، ما أثار غضباً في طهران.
في السنوات الأخيرة، تزايد التعاون العسكري بين البلدين، مع توقّع تسليم طائرات سوخوي 35، رغم ظهور تقارير عن تأجيل هذه الصفقة.
التكتيكات الروسية وتأثيرها على إيران
تشير التقارير إلى أن روسيا تستخدم علاقاتها مع إيران كأداة لتعديل معادلات المنطقة لمصلحتها. مع التغيرات السياسية في إيران، تسعى روسيا لفتح جبهات جديدة وتعديل سياسات المنطقة في ظل تصاعد التوترات مع القوى الغربية.
هذا السلوك الروسي، بما في ذلك دعم ممر زنغزور، يُعتبر بمثابة تهديد للمصالح الإقليمية الإيرانية، مما يعكس التلاعب الروسي بمصالح طهران.
الآثار على العلاقات الثنائية
على الرغم من التعاون العسكري بين روسيا وإيران، تظهر الفجوة في القوة بين البلدين أن روسيا تفضل الحفاظ على علاقاتها مع طهران ضمن إطار المصالح المؤقتة، بدلاً من تعزيز علاقة استراتيجية طويلة الأمد.
تستخدم روسيا هذه العلاقة للتلاعب بالمعادلات الإقليمية، بينما تواجه إيران صعوبة في التعامل مع هذه الديناميات.