«واشنطن» تتهم إيران بتزويد روسيا بصواريخ باليستية وعقوبات قادمة
قال البيت الأبيض إن عشرات العسكريين الروس تدربوا في إيران على استخدام صواريخ باليستية، محذرًا من أن التعاون العسكري بين البلدين يشكل تهديدًا لأوروبا والشرق الأوسط.
قال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، لصحافيين إن الولايات المتحدة انضمت إلى حلفاء في فرض إجراءات عقابية على إيران اليوم الثلاثاء، بسبب إرسالها صواريخ باليستية إلى روسيا. وأضاف أن «واشنطن» ستعلن مزيدًا من العقوبات إذا لزم الأمر.
فرضت بريطانيا عقوبات على القوات الجوية الروسية ومركز الدولة رقم 924 للطيران المسير وقيادة طيران النقل العسكري، وفقًا لقائمة العقوبات المحدثة المنشورة بموقع الحكومة البريطانية على الإنترنت.
وسعت «لندن» نطاق القيود لتشمل سبع كيانات قانونية وأفرادًا من إيران بزعم تقديمهم المساعدة لروسيا. كما فرضت الحكومة البريطانية عقوبات على خمس سفن بحرية يزعم أنها شاركت في تقديم الدعم العسكري لروسيا.
اتهمت الولايات المتحدة إيران رسميا اليوم الثلاثاء، بتزويد روسيا بصواريخ باليستية قصيرة المدى في حربها ضد أوكرانيا، مشيرة إلى أنها ستتخذ إجراءات لمعاقبة المتورطين.
قال أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، الذي كان يتحدث إلى جانب ديفيد لامي، وزير الخارجية البريطاني، خلال زيارة إلى «لندن»، إن إيران تجاهلت التحذيرات من أن نقل مثل هذه الأسلحة سيكون تصعيدًا عميقًا للصراع.
أضاف «بلينكن»، تلقت روسيا الآن شحنات من هذه الصواريخ الباليستية ومن المرجح أن تستخدمها خلال أسابيع في أوكرانيا ضد الأوكرانيين.. إن إمداد الصواريخ الإيرانية يمكّن روسيا من استخدام المزيد من ترسانتها لأهداف أبعد عن خط المواجهة.
أصدرت الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا بعد وقت قصير من حديث «بلينكن» و«لامي»، بيانًا مشتركًا وصفت فيه عمليات نقل الصواريخ بأنها تهديد مباشر للأمن الأوروبي.
قالت إنها ستفرض عقوبات على إيران، بما في ذلك إلغاء اتفاقيات الخدمات الجوية الثنائية مع إيران وفرض عقوبات على الأفراد والكيانات المتورطة في برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، وتابعت سنعمل أيضًا على فرض عقوبات على الخطوط الجوية الإيرانية.
فرضت وزارة الخزانة الأمريكية ووزارة الخارجية في السنوات القليلة الماضية عقوبات اقتصادية على أشخاص وشركات مقرها إيران والصين وروسيا وتركيا ودول أخرى يزعم المسؤولون أنها مرتبطة بتطوير برنامج الطائرات المسيرة الإيراني.
صدرت العقوبات على إنتاج الطائرات المسيرة الإيرانية المرتبطة بالعملية العسكرية الروسية في أوكرانية، والتي تعود إلى فبراير 2022، بالرغم من نفي القادة الإيرانيين أن البلاد أرسلت طائرات مسيرة إلى روسيا لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا.
تمنع العقوبات الأشخاص والشركات من الوصول إلى الممتلكات أو الأصول المالية الموجودة في الولايات المتحدة وتمنع الشركات والمواطنين الأمريكيين من التعامل معهم.
يأتي ذلك في وقت يستعد فيه «بلينكين» و«لامي» للقيام بزيارة مشتركة اليوم الأربعاء إلى أوكرانيا، حيث سيلتقيان بالرئيس فولوديمير زيلينسكي ومسؤولين بارزين آخرين لمناقشة تعزيز دفاعات البلاد.
يحاول الكرملين صد الهجوم المفاجئ لأوكرانيا الذي استولى على مئات الأميال من الأراضي في منطقة «كورسك» الروسية.
تشجع الاتهامات بشأن الصواريخ الإيرانية «زيلينسكي» على زيادة الضغط على الولايات المتحدة وبقية الحلفاء للسماح لأوكرانيا باستخدام الصواريخ التي يزودها بها الغرب لضرب عمق روسيا وضرب المواقع التي تشن منها «موسكو» هجمات جوية.
وسمح جو بايدن، الرئيس الأمريكي، لأوكرانيا بإطلاق الصواريخ التي قدمتها الولايات المتحدة عبر الحدود إلى روسيا للدفاع عن النفس، لكنه فرضت قيودًا كبيرة على مسافة استخدام هذه الصواريخ بسبب المخاوف من تصعيد الصراع.
لم يمنع ذلك أوكرانيا من استخدام أسلحتها الخاصة لضرب أهداف أعمق في روسيا، حيث شنت اليوم الثلاثاء، واحدة من أكبر الهجمات بطائرات مسيرة على الأراضي الروسية في الحرب الدائرة منذ عامين ونصف العام واستهدفت مناطق متعددة بينها «موسكو».
وصف «لامي» عمليات نقل الصواريخ الإيرانية إلى روسيا بأنها نمط مثير للقلق نشهده. إنه بالتأكيد تصعيد كبير. من جهتها، نفت إيران، كما فعلت مع نتائج الاستخبارات الأمريكية السابقة، تزويد روسيا بالأسلحة في حربها ضد أوكرانيا.
ذكر بيان صدر مؤخرًا عن البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة، أن إيران تعتبر تقديم المساعدة العسكرية للأطراف المشاركة في الصراع – الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الخسائر البشرية، وتدمير البنية التحتية، والابتعاد عن مفاوضات وقف إطلاق النار – أمرًا غير إنساني.
بدأت أنباء عمليات النقل المزعومة في الظهور خلال عطلة نهاية الأسبوع مع تقارير تفيد بأن الاستخبارات أشارت إلى أنها جارية، وفقًا لمسؤولين أمريكيين تحدثوا شريطة التكتم على هويتهم.
تحذر الولايات المتحدة وحلفاؤها إيران منذ شهور من نقل الصواريخ الباليستية إلى روسيا. وحذر ويليام بيرنز، مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، الذي تواجد في «لندن» السبت الماضي، لحضور اجتماع مشترك مع نظيره البريطاني في الاستخبارات، من العلاقة الدفاعية المتنامية والمقلقة التي تشمل روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية والتي قال إنها تشكل تهديدًا لكل من أوكرانيا وحلفاء الغرب في الشرق الأوسط.
كشف البيت الأبيض مرارًا عن نتائج استخباراتية تظهر أن كوريا الشمالية أرسلت ذخيرة وصواريخ إلى روسيا لاستخدامها ضد أوكرانيا، بينما تزود إيران «موسكو» أيضًا بطائرات مسيرة هجومية وساعدت الكرملين في بناء مصنع لتصنيع الطائرات المسيرة.
امتنعت الصين عن تزويد الروس بالأسلحة، ولكنها زادت من مبيعاتها إلى روسيا من أدوات الآلات والإلكترونيات الدقيقة وغيرها من التكنولوجيا التي تستخدمها «موسكو» بدورها لإنتاج الصواريخ والدبابات والطائرات والأسلحة الأخرى، وفقًا لمسؤولين أمريكيين.
من المقرر أن يستضيف «بايدن» كير ستارمر، رئيس الوزراء البريطاني، لإجراء محادثات في البيت الأبيض الجمعة القادمة، حيث سيتواجد الدفاع عن أوكرانيا على جدول الأعمال.