اشتباك حدودي بين باكستان وأفغانستان بسبب بناء نقطة تفتيش
في تطور جديد للصراع الحدودي بين باكستان وأفغانستان، اندلعت اشتباكات اليوم الأحد 8 سبتمبر 2024، بين قوات حركة طالبان الأفغانية والقوات الباكستانية في منطقة ديورند الحدودية المتنازع عليها.
ووفقاً لما ذكرته قناة طلوع نيوز الأفغانية، نقلاً عن مصدر في وزارة دفاع طالبان، أصيب ما لا يقل عن أربعة أشخاص جراء هذه الاشتباكات.
إصابات في صفوف القوات الباكستانية
ذكرت مصادر إخبارية باكستانية أن خمسة من العسكريين الباكستانيين، بينهم ضابط، أصيبوا خلال الاشتباكات مع قوات حرس الحدود الأفغانية في منطقة “زازی میدان” بمحافظة خوست، جنوب شرقي أفغانستان.
وأشارت المصادر إلى أن هذه الإصابات كانت نتيجة لإطلاق قذائف هاون من قبل القوات الأفغانية.
خلفية الاشتباكات
تأتي هذه الاشتباكات بعد توتر متزايد بين الجانبين، إذ كانت القوات الحدودية من الجانبين قد اشتبكت الأسبوع الماضي يوم الأربعاء بعد أن قامت قوات طالبان ببناء نقطة تفتيش حدودية في محافظة خوست.
يعتبر بناء نقاط التفتيش في هذه المناطق المتنازع عليها بمثابة محاولة لفرض السيطرة، مما يؤدي إلى تفاقم التوترات بين البلدين.
النزاع الحدودى أطول النزاعات في العالم
النزاع الحدودي بين باكستان وأفغانستان يُعد واحداً من أطول النزاعات في العالم، ويعود تاريخه إلى توقيع اتفاقية ترسيم الحدود بين بريطانيا وأفغانستان في كابل عام 1893، والتي وقعها الأمير عبدالرحمن خان مع سر هنري مورتيمر ديورند. وظلت هذه الاتفاقية سارية حتى استقلال الهند وباكستان بعد انتهاء الاستعمار البريطاني. ومع ذلك، لم تعترف كابل بهذه الحدود كحدود رسمية بعد تأسيس دولة باكستان.
الشعب البشتوني ودوره في النزاع
على جانبي الحدود، يقيم الشعب البشتوني الذي يُعتبر أعضاؤه جزءاً كبيراً من حركة طالبان الأفغانية. هذه الخلفية القبلية والعرقية تضيف بعدًا آخر للنزاع، حيث تتهم إسلام آباد طالبان أفغانستان بدعم حركة طالبان باكستان، التي تشارك في هجمات متكررة ضد القوات الحكومية الباكستانية.
تؤدي مثل هذه الاشتباكات إلى تفاقم الوضع الأمني في المنطقة الحدودية الحساسة بين البلدين، مما يزيد من تعقيد العلاقات الثنائية ويهدد بإثارة مزيد من التصعيد بين الجانبين.