هل تقوم شركات التكنولوجيا الكبرى بالتجسس على هواتفنا؟.. تقرير يكشف الحقيقة

أصبحت المزاعم التي تشير إلى تورط شركات التكنولوجيا الكبرى في التجسس على المستخدمين أكثر احتمالية للصحة، وذلك بعد الكشف عن معلومات مسربة تؤكد امتلاك هذه الشركات تقنيات تستخدم بالفعل في عمليات التجسس لأغراض إعلانية. هذه المعلومات تفسر الظاهرة التي لاحظها كثيرون، حيث إذا تحدث الشخص عن موضوع معين وكان هاتفه بجانبه، فإن الإعلانات التي تظهر له بعد فترة قصيرة تكون مرتبطة بما تحدث عنه.

يشير العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن الإعلانات التي تظهر لهم غالباً ما تكون متعلقة بمواضيع ناقشوها أو بعمليات بحث أجروها مؤخرًا، أو حتى بمحادثات هاتفية أجروها مع الأصدقاء أو المحال التجارية.

وفي أحدث دليل على صحة هذه المزاعم، نشرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية تقريراً، حصلت عليه “العربية.نت”، يفيد بأن معلومات مسربة أثبتت أن شركات كبرى مثل “فيسبوك” و”غوغل” تمتلك هذه التقنيات وتستخدمها بشكل قانوني وفقاً لشروط الاستخدام التي يوافق عليها المستخدمون عند تحميل التطبيقات. وأوضحت “ديلي ميل” أن عرضًا تقديميًا من شريك تسويق لـ “فيسبوك” كشف عن كيفية استخدام الشركة لتقنيات التنصت على محادثات المستخدمين لإنشاء إعلانات مستهدفة.

وقد ادعت شركة (CMG)، المتخصصة في هذا المجال، أن برنامجها (Active-Listening) يعتمد على الذكاء الاصطناعي لجمع وتحليل “بيانات النية في الوقت الفعلي” من خلال استماع الهاتف أو الكمبيوتر أو المساعدات المنزلية إلى محادثات المستخدمين. وأكد التقرير المضمن في العرض الترويجي أن المعلنين بإمكانهم استخدام هذه البيانات الصوتية جنباً إلى جنب مع البيانات السلوكية لاستهداف المستهلكين بشكل أكثر دقة.

ووفقاً لشركة (CMG)، فإن فيسبوك، وغوغل، وأمازون هم عملاء لها، ما يشير إلى أن هذه الشركات قد تستخدم هذه التقنية في استهداف المستخدمين بالإعلانات. وقد تم تسريب هذا العرض إلى صحفيين من شبكة (404 Media)، حيث تم الكشف عن قدرات برنامج (Active-Listening) في محاولة لجذب عملاء جدد.

بعد انتشار القصة، أزالت “غوغل” المجموعة الإعلامية من موقع “برنامج الشركاء” الخاص بها. وفي بيان رسمي، قال متحدث باسم “ميتا” (الشركة الأم لفيسبوك) إنهم لا يستخدمون ميكروفونات الهواتف للإعلانات، وأنهم كانوا واضحين بشأن هذا الأمر لسنوات. كما أكدت “أمازون” أنها لم تتعاون مع (CMG) في هذا البرنامج وليس لديها نية للقيام بذلك.

ورغم ذلك، فإن تقرير الشركة يُفصل كيفية عمل برنامج (Active-Listening) في جمع بيانات الصوت من أي جهاز مزود بميكروفون، مثل الهواتف الذكية، أو أجهزة الكمبيوتر المحمولة، أو المساعدات المنزلية، مما يتيح للمعلنين استهداف المستخدمين الذين يُحتمل أن يكونوا مهتمين بمنتجات أو خدمات معينة.