أخبار دولية

أردوغان: لدينا موقف مشترك مع مصر بشأن القضية الفلسطينية

ترجمة: إسراء فؤاد

صرّح الرئيس رجب طيب أردوغان اليوم الأربعاء، في المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بأن تركيا ومصر لديهما موقف مشترك بشأن القضية الفلسطينية وهو إنهاء الإبادة الجماعية المستمرة منذ 11 شهرًا، وإقامة وقف إطلاق نار دائم في أقرب وقت ممكن، وضمان التدفق السلس للمساعدات الإنسانية.

و استكمل أردوغان خطابه قائلاً :

“أود أن أعبر أولاً عن سعادتي باستضافة الرئيس المصري السيد عبد الفتاح السيسي في بلادنا. وأود أن أرحب به مرة أخرى باسمي وباسم شعبي في حضوركم. خلال زيارتي للقاهرة في شهر فبراير، استقبلنا السيد الرئيس بكرم كبير ودفء. لقد كانت زيارتي للقاهرة نقطة تحول جديدة في علاقاتنا. ومنذ ذلك الحين، حافظنا على حوارنا وتعاوننا بأعلى المستويات. كنا دائمًا على تواصل وثيق في القضايا المتعلقة بمنطقتنا. نحن نمضي قدمًا في تعزيز تعاوننا المتنامي في جميع المجالات.

لدينا تاريخ مشترك يمتد عبر القرون وعلاقات صداقة وثيقة مع مصر. سنحتفل بالذكرى المئوية لتأسيس علاقاتنا الدبلوماسية العام المقبل. نحن نواصل تعزيز العلاقات العميقة والمتعددة الأبعاد بين بلدينا من خلال جهودنا المشتركة. نحن سعداء أيضًا برؤية ثمار عملنا.

 

خلال اجتماعنا في القاهرة مع السيد السيسي، قررنا إعادة هيكلة مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى. لقد عقدنا الاجتماع الأول لهذا المجلس اليوم. من خلال بياننا المشترك، أكدنا عزمنا على تعزيز التعاون في جميع المجالات، بما في ذلك الصناعة، والتجارة، والدفاع، والصحة، والبيئة، والطاقة. يشكل التعاون التجاري والاقتصادي أقوى جانب من علاقتنا. خلال السنوات العشر الماضية، واصلنا التواجد بين الشركاء التجاريين الخمسة الأوائل لمصر.

نحن نمضي قدمًا بثبات نحو هدفنا المتمثل في رفع حجم تجارتنا إلى 15 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة. يساهم رجال أعمالنا بشكل كبير في الاقتصاد المصري باستثمارات تقارب 3 مليارات دولار.

نحن نشجع رواد أعمالنا على زيادة استثماراتهم، كما ندعو المستثمرين المصريين إلى تركيا. نحن نرغب في تطوير التعاون في مجال الطاقة مع مصر، خاصة في مجالات الغاز الطبيعي والطاقة النووية.

الشعب المصري الشقيق يظهر اهتمامًا كبيرًا بالثقافة التركية واللغة التركية. نحن نواصل جهودنا لتعزيز جسورنا الثقافية والإنسانية. نحن نعتقد أن الزخم الإيجابي في علاقاتنا سينعكس أيضًا على قطاع السياحة. إن إسهامات تركيا ومصر في السلام والاستقرار الإقليميين حيوية للغاية.

اتفقنا ايضًا على إقامة مشاورات منتظمة لحل القضايا الإقليمية، خاصة بما يتعلق بغزة. كانت القضية الفلسطينية في صميم محادثاتنا نظرًا للوضع الحالي هناك. تركيا ومصر لديهما موقف مشترك بشأن القضية الفلسطينية وهو إنهاء الإبادة الجماعية المستمرة منذ 11 شهرًا، وإقامة وقف إطلاق نار دائم في أقرب وقت ممكن، وضمان التدفق السلس للمساعدات الإنسانية.

حتى الآن، أرسلت تركيا 32% من إجمالي المساعدات إلى غزة. أتوجه بالشكر للسلطات المصرية، خاصة الهلال الأحمر المصري، التي عملت بالتعاون مع الهلال الأحمر التركي ورئاسة إدارة الكوارث والطوارئ (AFAD) في إيصال هذه المساعدات.

إسرائيل تضيف جريمة جديدة إلى سجلها عبر منع وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين. تسعى الحكومة الإسرائيلية، التي لم تستطع كسر عزيمة المقاومة عبر قصفها بآلاف الأطنان من القنابل، إلى كسرها عبر تجويع وتعطيش الشعب الفلسطيني. إسرائيل ومؤيدوها يتحملون مسؤولية كل بريء يموت بسبب الجوع أو العطش أو نقص الأدوية. كما تعلمون، فإن مصر وقطر والولايات المتحدة يشاركون في الوساطة في المفاوضات. ونحن ندعم هذا المسار عبر وزارة الخارجية ورئاسة جهاز الاستخبارات الوطني لدينا. ومع ذلك، لا تزال إسرائيل تتبنى موقفًا غير متعاون ومعرقل. أود أن أؤكد بوضوح رفضنا لاتهامات نتنياهو ضد مصر.

في ظل كل هذا، بذلنا ونبذل قصارى جهدنا لزيادة الضغط على الحكومة الإسرائيلية. لقد قدمنا طلبنا الرسمي للتدخل في الدعوى المرفوعة في محكمة العدل الدولية بجنوب إفريقيا بشأن الإبادة الجماعية. نحن نواصل جهودنا المكثفة لضمان محاسبة المسؤولين الإسرائيليين عن الجرائم في غزة أمام المحاكم الدولية.

و من ناحية أخرى، نواصل تذكير المجتمع الدولي بمسؤولياته. للأسف، لا تزال بعض الدول تقدم دعمًا غير مشروط لإسرائيل، مما يجعلها شريكة في الجرائم المرتكبة. لم تتخذ حكومة نتنياهو أي خطوات رادعة لوقف سياسة الإبادة التي تهدد المنطقة بأكملها، بل العالم كله.

يجب على الجميع الآن أن يفهم أن مثل هذه الصورة المؤلمة للضمير لا يمكن قبولها. لن يكون من الممكن منع إسرائيل من جر منطقتنا إلى مزيد من التوتر إلا من خلال التخلي عن السياسات ذات المعايير المزدوجة.

إلى جانب غزة، ناقشنا في مشاوراتنا القضايا الإقليمية الأخرى، مثل شرق البحر المتوسط، وسوريا، وليبيا، والسودان، والقرن الأفريقي. نحن عازمون على تعزيز مشاوراتنا مع مصر، التي نتشارك معها مواقف وأهداف مشابهة في العديد من القضايا. إن شاء الله، سنكون في تعاون أوثق من الآن فصاعدًا.

سنواصل تعزيز علاقاتنا متعددة الأبعاد بروح من التعاون المبني على نهج مربح للبلدين. أتمنى أن تكون محادثات اليوم والاتفاقيات الموقعة بداية مبشرة بالخير. أشكر السيد الرئيس والوفد المرافق له على زيارتهم.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى