إسرائيل توافق على بقاء الجيش بمحور «فيلادلفيا» رغم رفض مصر و«حماس»
وافق المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية في إسرائيل، على بقاء الجيش في محور «فيلادلفيا» الحدودي بين قطاع «غزة» ومصر، وهي الخطوة التي ترفضها مصر وحركة «حماس»، وتعرقل جهود التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار.
ونقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أن المجلس أقر في اجتماع الليلة الماضية، الخطط والخرائط حول محور «فيلادلفيا»، بما يشمل تموضع القوات الإسرائيلية ونشاطها هناك، في إطار أية صفقة محتملة، لافتة إلى أنه تم تسليم هذه الأفكار للولايات المتحدة.
اقرأ أيضًا: مصر تجدد رفضها للوجود الإسرائيلي في «غزة» و«فيلادلفيا»
وصوت يوآف غالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي، ضد القرار، فيما امتنع إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي، عن التصويت.
ويزعم وزراء وكذلك أوساط مقربة من بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، أن بقاء الجيش الإسرائيلي هناك سيقرب الصفقة ويقدم رسالة لـ«حماس»، أنه ما من خيار أمامها سوى إبداء المرونة.
في المقابل، تقول الجهات المقربة من فريق المفاوضين، أنه يجب الوصول إلى حل وسط في هذا الصدد.
ونقلت «تايمز أوف إسرائيل»، عن مسؤول إسرائيلي بارز، أن «نتنياهو» قال للوزراء خلال الاجتماع، إن «حماس» نفذت هجومها في السابع من أكتوبر بسبب عدم سيطرة إسرائيل على محور «فيلادلفيا».
وأكد «نتنياهو» أنه من خلال السيطرة على المحور، ستمنع إسرائيل وقوع أي هجوم آخر من هذا النوع، لأن «حماس» لن تتمكن من إعادة تسليح نفسها.
اقرأ أيضًا: مصر تؤكد موقفها الثابت بشأن محور فيلادلفيا: رد رسمي من وزارة الخارجية
ومحور «فيلادلفيا»، الذي يسمى أيضا «محور صلاح الدين»، يقع على امتداد الحدود بين قطاع «غزة» ومصر، ويبلغ طوله 14 كلم وعرضه 100 م، ويخضع لاتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، التي تعده «منطقة عازلة».
ويشكل تواجد القوات الإسرائيلية على محور «فيلادلفيا»، إحدى النقاط الشائكة الرئيسية في المفاوضات التي تجري بشكل غير مباشر بين إسرائيل وحركة «حماس»، حيث تطالب الحركة الفلسطينية وكذلك مصر بانسحاب القوات الإسرائيلية، فيما يُصر «نتنياهو » على بقائها من أجل منع تهريب الأسلحة إلى «حماس».
ونقلت قناة «القاهرة الإخبارية» القريبة من المخابرات المصرية، بوقت سابق هذا الشهر، عن مصدر رفيع قوله، إن مصر جددت تأكيدها لجميع الأطراف المعنية بعدم قبولها أي تواجد إسرائيلي بمعبر «رفح» أو محور «فيلادلفيا» (صلاح الدين).
وفشلت جولات من المفاوضات على مدى أشهر، في التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحملة العسكرية الإسرائيلية في «غزة»، أو إطلاق سراح الرهائن المتبقين بالقطاع، الذين احتجزتهم «حماس» خلال هجومها في السابع من أكتوبر الماضي على إسرائيل.
واندلعت الحرب في «غزة»، إثر هجوم «حماس» (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) على إسرائيل في السابع من أكتوبر، الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردًا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـالقضاء على «حماس»، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف على قطاع «غزة» أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفق ما أعلنته وزارة الصحة في القطاع.