الولايات المتحدة تسعى لتحويل «جورجيا» إلى «أوكرانيا جديدة» لمحاصرة روسيا
أكد الدكتور علي ناصر، الباحث الاستراتيجي في الشؤون الدولية، أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لتحويل جورجيا إلى أوكرانيا جديدة نظراً لأهمية موقعها الجغرافي في جنوب القوقاز، والذي يشكل مثلثًا استراتيجيًا يضم جورجيا وأذربيجان وأرمينيا، وهو ما قد تستفيد منه أمريكا.
وذكر «ناصر» في حديثه لإذاعة «سبوتنيك» أن هذه الخطوة تأتي بعد فشل نظام كييف في تحقيق المهمة الموكلة إليه.
وأشار إلى أن القصة بدأت بإصدار برلمان جورجيا قانونًا يعتبر أي مؤسسة تعتمد على تمويل خارجي يزيد عن 20 في المئة، وخاصة المؤسسات الإعلامية، مؤسسات تخدم دولًا أجنبية.
وأضاف أن هذا القانون يهدف بالدرجة الأولى إلى حماية الوحدة الوطنية في جورجيا، إلا أن الولايات المتحدة أعربت عن استيائها منه، حيث عبر أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، شخصياً عن ذلك خلال مؤتمر صحفي، مشيرًا إلى أن بلاده ستعيد النظر في علاقتها مع جورجيا وبدأت بإطلاق التهديدات على الصعيدين الاقتصادي والسياسي.
وأشاد «ناصر» بأداء الحزب الحاكم في جورجيا خلال هذه الفترة، وكشف أن «بلينكن» مارس ضغوطًا على المعارضة الجورجية للخروج في احتجاجات، محذرًا من أن السلطات الجورجية يجب أن تكون حذرة من المخطط الغربي الذي يستهدف جورجيا وأوكرانيا لفرض حصار على روسيا.
ولفت إلى أن الاتحاد الأوروبي سيسعى في المستقبل لضم أوكرانيا وجورجيا إلى حلف «الناتو» بهدف محاصرة روسيا بدول تابعة للحلف، مما يترك لروسيا خيار المواجهة فقط.
وأوضح أن الولايات المتحدة تستغل كل فرصة لضرب روسيا، مشيرًا إلى أن فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي، يعمل على تعزيز علاقاته مع الدول المجاورة ذات المصالح المشتركة، مستذكرًا زيارته الأخيرة إلى أذربيجان، التي أثارت قلق واشنطن بسبب موقعها الاستراتيجي الهام الذي تراهن عليه الإدارة الأمريكية في زيادة حصارها على روسيا.
وأشار الدكتور ناصر إلى أن الرئيس الروسي يسعى للحفاظ على مصالح روسيا وجورجيا وأوكرانيا معًا، على اعتبار أن المناطق التي انضمت إلى جورجيا وأوكرانيا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي هي تاريخيًا تابعة لروسيا، وأن الجورجيين يدركون هذا جيدًا، إضافة إلى الروابط القومية التي تجمع روسيا بتلك المناطق، مما يجعل من مصلحة هذه الشعوب منع التدخل الأمريكي في شؤونها.
وفي حديثه عن التطورات الأخيرة على الجبهة الأوكرانية، أشار الدكتور ناصر إلى أن حلف «الناتو» متورط بشكل كبير في هذه المواجهة، مشيرًا إلى الهجوم الإرهابي الأوكراني على كورسك، حيث أن الجيش الأوكراني لا يملك الإمكانيات الكافية لذلك، مما يثبت وجود قوى غربية تدير المعارك وتوجهها.
وأضاف أن الهجوم على كورسك لن يحقق أي نتائج استراتيجية، بل سيستغل في الدعاية الإعلامية الغربية، ولن يؤثر على مسار العملية العسكرية الروسية، مشددًا على أن الجيش الأوكراني سيخرج من كورسك قريبًا.