لماذا قررت إندونيسيا نقل عاصمتها إلى موقع بعيد في قلب الغابات؟
إندونيسيا بدأت هذا الأسبوع عملية نقل عاصمتها من جاكرتا إلى مدينة جديدة تدعى نوسانتارا في جزيرة بورنيو، وذلك بسبب المشاكل البيئية التي تعاني منها العاصمة الحالية.
جاكرتا، التي أصبحت واحدة من أسرع المدن الكبرى غرقًا في العالم، تواجه تحديات بيئية واقتصادية معقدة، تشمل الازدحام المروري الشديد، التلوث، والكثافة السكانية المرتفعة.
رؤية نوسانتارا كعاصمة جديدة
لم تكن فكرة نقل العاصمة جديدة على الساحة الإندونيسية، بل كانت قيد النقاش منذ سنوات. إلا أن هذا الأسبوع شهد بدء تنفيذ الخطة فعليًا، حيث قرر الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو أن تكون الاحتفالات بعيد الاستقلال في العاصمة الجديدة. اختيار موقع نوسانتارا في غابة بكرة يثير الكثير من التساؤلات، لكن بالنسبة للإندونيسيين، تحمل هذه الخطوة رؤية بعيدة المدى لتطوير البلاد.
الرئيس ويدودو يعتبر العاصمة الجديدة جزءًا من “الاستراتيجية الكبرى لإندونيسيا” المعروفة بـ”رؤية إندونيسيا الذهبية 2045″، والتي تهدف إلى تحويل البلاد إلى دولة متقدمة بحلول عام 2045، الذي يصادف الذكرى المئوية لاستقلالها. من خلال تطوير نوسانتارا، تسعى إندونيسيا لتحقيق تحول اقتصادي جذري وإيجاد بيئة حضرية مستدامة ومزدهرة.
الانتقادات والمخاوف البيئية
على الرغم من أن نقل العاصمة يعتبر خطوة استراتيجية لتنمية البلاد، إلا أن المشروع واجه انتقادات حادة من نشطاء البيئة.
يرون أن إزالة الغابات لبناء مدينة جديدة يتعارض مع مبادئ الحفاظ على البيئة. ومع ذلك، يصف المخططون نوسانتارا بـ”المدينة الإسفنجية” التي تتمتع بقدرة على استيعاب مياه الأمطار ومنع الفيضانات، مما يبرز جهود تحقيق توازن بين التنمية البيئية والاستدامة.