في خطوة لافتة لدعم شباب الأطباء وتوسيع نطاق الخدمات الصحية، أعلنت وزارة الصحة المصرية عن بدء تنفيذ خطة لتأجير العيادات الخارجية بعدد من المستشفيات الحكومية التابعة للمؤسسة العلاجية، على أن تكون متاحة للأطباء الشباب خلال الفترة المسائية بعد انتهاء العمل الرسمي.
وأوضح الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث باسم الوزارة، أن المبادرة تشمل مستشفى مبرة المعادي، مستشفى هليوبوليس، ومستشفى مبرة مصر القديمة، حيث تعمل العيادات في الفترة الصباحية فقط حتى الثالثة عصرًا، ما يتيح استغلالها لاحقًا لخدمة المرضى ومنح الأطباء فرصة عملية ومهنية مهمة.
وقد أثار القرار نقاشًا واسعًا بين المختصين، حيث وصفه الدكتور مكرم رضوان، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، بأنه خطوة إيجابية تحقق توازنًا في المنظومة الصحية.
وأكد أن المبادرة تمنح الأطباء الشباب بيئة مؤهلة للعمل بأسعار معقولة مقارنة بإيجارات العيادات الخاصة، كما تضمن بقاء كوادر طبية في المستشفيات حتى ساعات متأخرة، ما يعزز من القدرة على التعامل مع الحالات الطارئة.
وأضاف أن القرار يخدم المواطن بشكل مباشر عبر إتاحة أسعار كشف أقل كثيرًا من العيادات الخاصة، مع الاستفادة من توفر مختلف الفحوص والخدمات الطبية داخل المستشفى ذاته. كما شدد على ضرورة الرقابة الصارمة لضبط الأسعار وحماية المرضى من أي استغلال.
من جانبه، اعتبر الدكتور جمال عميرة، وكيل النقابة العامة للأطباء، أن الخطة إذا نُفذت بالشكل المطلوب ستكون مكسبًا مزدوجًا للطبيب والمريض معًا.
وأوضح أن الإيجارات داخل المستشفيات ستكون رمزية مقارنة بالعيادات الخاصة، وهو ما يخفف العبء المالي عن الأطباء في بداية مشوارهم المهني. وأكد أن الوزارة ستحدد أسعار الكشف بما يتناسب مع التخصص وسنوات الخبرة، لضمان بقاء الخدمة في متناول الجميع.
كما طالب عميرة بضرورة تجهيز تلك العيادات بكامل المعدات والأجهزة الطبية اللازمة، بحيث تتحول إلى وحدات متكاملة للتشخيص والعلاج، وليس مجرد غرف استقبال، بما يعزز من جودة الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين.
