تقارير

لماذا تستورد مصر الغاز الطبيعي بعد أن كانت تصدره؟

تحولت مصر من مصدر رئيسي للغاز الطبيعي إلى مستورد له بسبب زيادة الاستهلاك المحلي وتراجع الإنتاج، مما أدى إلى أزمة في انقطاع الكهرباء مؤخرًا. تعتمد مصر على الغاز لتشغيل محطات توليد الكهرباء بعد أن كانت تصدر الغاز إلى إسرائيل وأوروبا.

في يناير 2020، بدأت مصر استيراد الغاز من إسرائيل في صفقة قيمتها 15 مليار دولار.

 نقص الإنتاج وزيادة الاستهلاك

يبلغ استهلاك مصر من الغاز الطبيعي حوالي 6.8 مليار قدم مكعب يوميًا، بينما الإنتاج المحلي يصل إلى 5 مليارات قدم مكعب فقط.

في عام 2017، اكتشفت مصر حقل ظهر، وهو من أكبر اكتشافات الغاز في البحر المتوسط، حيث وصل إنتاجه في ذروته إلى 3 مليارات قدم مكعب يوميًا. لكن الإنتاج تراجع لاحقًا إلى حوالي ملياري قدم مكعب يوميًا، مما اضطر الحكومة إلى تطبيق خطة لتخفيف الأحمال عبر قطع الكهرباء لفترات قصيرة.

 أسباب التراجع في الإنتاج

يعود التراجع في الإنتاج إلى غياب اكتشافات جديدة كبيرة منذ اكتشاف حقل ظهر.

تعتمد مصر بشكل كبير على هذا الحقل الذي يمثل حوالي 40% من إجمالي إنتاج الغاز. مع تراجع الإنتاج من حقل ظهر، اضطرت الحكومة إلى البحث عن حلول جديدة، مثل استيراد الغاز وتطوير الحقول القائمة.

الحرب في أوكرانيا وتأثيرها على صادرات الغاز

مع اندلاع الحرب في أوكرانيا، زادت أهمية الغاز المصري لأوروبا التي كانت تبحث عن بدائل للغاز الروسي. صدرت مصر كميات كبيرة من الغاز إلى أوروبا، مما استنزف حقل ظهر وأدى إلى تراجع الإنتاج.

ولم تُستخدم عائدات التصدير بشكل كافٍ لتطوير الحقول وصيانتها، مما فاقم المشكلة.

 استيراد الغاز من إسرائيل

تحولت مصر من تصدير الغاز إلى استيراده من إسرائيل لتلبية الاحتياجات المحلية. مع تراجع الإنتاج في حقل ظهر، بدأت إسرائيل تقليل صادرات الغاز إلى مصر بسبب الحرب في غزة، مما زاد من تعقيد الأزمة في مصر.

جهود الحكومة لمواجهة الأزمة

أعلنت الحكومة المصرية عن خطط لشراء شحنات من الغاز الطبيعي والمازوت بقيمة 1.18 مليار دولار لمواجهة أزمة الكهرباء. كما طرحت مناقصات لشراء 20 شحنة من الغاز الطبيعي المسال.

تسعى مصر أيضًا إلى تنويع مصادر الغاز من خلال تقنيات جديدة مثل الحفر الأفقي.

يتوقع الخبراء أن تستمر أزمة الغاز في مصر لعدة سنوات، خاصة إذا لم تُكتشف حقول جديدة كبيرة. تعتمد مصر على استيراد الغاز وتطوير الحقول القائمة للتغلب على التحديات الحالية وتحقيق الاستقرار في إمدادات الطاقة.

بدأت مصر في استخدام تقنيات جديدة مثل الحفر الأفقي لزيادة الإنتاج. يتوقع أن تساعد هذه التقنيات في تحسين إمدادات الغاز على المدى الطويل.

ومع ذلك، سيظل التحدي الأكبر هو تحقيق توازن بين الاستهلاك والإنتاج المحلي لتلبية الاحتياجات المحلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى