تقارير

إزالة ركام غزة: عملية معقدة قد تستغرق من 10 إلى 15 عاماً

في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها قطاع غزة بعد الحرب الأخيرة، تواصل الجهود الدولية والمحلية لاستعادة الحياة الطبيعية في المنطقة.

ومع مرور الوقت، أصبحت إزالة الركام أحد أكبر التحديات التي تواجه عملية إعادة الإعمار، وتظهر تقديرات الأمم المتحدة أنه قد يستغرق الأمر سنوات عديدة لإتمام هذه المهمة الهائلة. فيما يلي تفاصيل التطورات المتعلقة بهذه العملية.

أعلنت وسائل الإعلام الإسرائيلية في 1 فبراير 2025، أن المرحلة الأولى من عملية إزالة الركام في قطاع غزة قد دخلت في يومها الثالث عشر، من أصل 42 يوماً محددة في اتفاق غزة.

وتشير التقارير إلى أن هناك 30 يوماً إضافية متبقية لهذه المرحلة، وسط تحديات كبيرة تواجه الفرق الهندسية من أجل إزالة ملايين الأطنان من الأنقاض التي خلفتها الحرب.

وفي خطوة مهمة نحو التخفيف من حجم الدمار، أفادت تقارير بأن إسرائيل ستسمح الأسبوع المقبل بنقل مركبات ثقيلة إلى غزة للمرة الأولى، وذلك بغرض رفع الأنقاض وإصلاح المباني المدمرة.

ويشمل ذلك حفارات وجرارات ومعدات أخرى ستساعد في إعادة تأهيل المباني المتضررة. وفي هذا السياق، يُنتظر وصول هذه المعدات عبر معبر كرم أبو سالم من مصر، مع إجراء فحوصات دقيقة للمعدات قبل دخولها.

رفض إسرائيل لدخول المعدات الثقيلة

على الرغم من تلك الإجراءات، تشير التقارير إلى أن إسرائيل ترفض حتى اللحظة دخول المعدات الثقيلة إلى القطاع.

ويُنتظر أن تبدأ مفاوضات جديدة يوم السبت المقبل بشأن دخول المعدات الثقيلة، إضافة إلى الخيم والكرافانات التي تساهم في توفير أماكن للسكن.

تستمر التقارير الدولية في تسليط الضوء على حجم الدمار الهائل الذي خلفته الحرب الأخيرة في غزة. في هذا السياق، أكد المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي زار القطاع مؤخراً، أن “غزة لم يعد فيها شيء تقريباً” وأن عملية إعادة الإعمار قد تستغرق ما بين 10 إلى 15 عاماً، بناءً على حجم الدمار الهائل الذي شمل معظم المناطق السكنية والبنية التحتية.

وأضاف أن العودة إلى المناطق المتضررة لا تبدو آمنة بسبب وجود العديد من الذخائر غير المنفجرة التي تجعل السير في بعض المناطق خطيراً للغاية.

أضرار ضخمة وركام هائل

وبحسب تقرير للأمم المتحدة، فإن إزالة أكثر من 50 مليون طن من الركام الناتج عن الحرب قد يستغرق 21 عاماً، وقد يتطلب ما يصل إلى 1.2 مليار دولار. يشمل هذا الركام الكثير من الأنقاض التي ربما تحتوي على رفات لقتلى الحرب، إذ تقدر وزارة الصحة الفلسطينية أن هناك نحو 10 آلاف جثة مدفونة تحت الأنقاض، مما يضيف تحديات إنسانية كبيرة إلى عملية إزالة الركام وإعادة الإعمار.

على الرغم من الأوضاع الصعبة، أكد المسؤولون الدوليون أن المساعدات الإنسانية تتدفق إلى قطاع غزة وفق الخطط المتفق عليها، وهو ما يُعد خطوة أساسية في تخفيف المعاناة الإنسانية للسكان المتضررين.

كما تم الإشارة إلى أن الترتيبات الأمنية في المناطق الحدودية مثل نتساريم وفيلادلفي تتحسن وفقاً للتوقعات، ما يسهم في تسهيل عملية إدخال المساعدات.

بينما يسعى المجتمع الدولي جاهداً لتقديم الدعم والمساعدة في إعادة بناء غزة، يبقى الطريق طويلاً ومعقداً.

من المتوقع أن تواجه عملية إعادة الإعمار العديد من العقبات السياسية والأمنية، مما يجعل الوقت الفعلي لإعادة بناء غزة غير مؤكد. لكن مع الدعم المستمر وتضافر الجهود الدولية، يبقى الأمل في أن غزة ستعود إلى حياتها الطبيعية في يوم من الأيام، رغم الدمار الكبير الذي لحق بها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى