الحريديم: قنبلة موقوتة في إسرائيل مع اقتراب التجنيد الإجباري
تفصل إسرائيل أيام قليلة عن واحدة من أكبر الأزمات الداخلية، حيث يستعد الجيش الإسرائيلي لتجنيد الدفعة الأولى من “الحريديم” بداية من الأحد المقبل، مما يهدد بتصاعد التوترات الداخلية خاصة مع استمرار الصراع في غزة والمناوشات على الحدود اللبنانية.
تعد قضية تجنيد الحريديم من أكثر القضايا الجدلية في المجتمع الإسرائيلي، حيث كان يُستثنى هؤلاء من الخدمة العسكرية، وهو ما كان يثير الجدل لعقود طويلة.
قرار المحكمة وتصديق وزير الدفاع
في 25 يونيو الماضي، قررت المحكمة العليا إلزام الطائفة اليهودية المتشددة بالتجنيد في الجيش ومنع المساعدات المالية عن المؤسسات الدينية التي ترفض خدمة طلابها العسكرية.
وصادق وزير الدفاع يوآف جالانت على بدء تجنيد الحريديم في أغسطس، مما أثار غضباً واحتقاناً في صفوف هذه الطائفة، وتسبب في اندلاع احتجاجات وصدامات مع الشرطة في تل أبيب.
من هم الحريديم؟
الحريديم هي طائفة يهودية أصولية تتبع الطقوس الدينية بدقة وتعيش وفق الشريعة اليهودية.
لا ينخرط أفرادها في مؤسسات الدولة، بما في ذلك الجيش، بل يتفرغون للدراسة في مدارس دينية تُعرف باليشيفات حتى سن الأربعين.
تعود قصة إعفائهم من التجنيد إلى عام 1951 بقرار من رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، ديفيد بن جوريون، وكان ينطبق حينها على حوالي 400 طالب فقط.
نمو عدد الحريديم المعفيين من التجنيد
على مر السنين، ازداد عدد الحريديم المعفيين من الخدمة العسكرية ليصل إلى حوالي 66 ألفاً من إجمالي مليون و280 ألف فرد في المجتمع الحريدي، مما أثار نقاشات ساخنة داخل المجتمع الإسرائيلي حول تمييزهم عن بقية السكان.
الرفض القوي للتجنيد الإجباري
يواجه قرار تجنيد الحريديم رفضاً شديداً من الأوساط الدينية. دعا “مجلس حكماء التوراة” في حزب “شاس” الحريديم إلى عدم الامتثال لأوامر التجنيد.
كما جدد الحاخام الأكبر في إسرائيل، يتسحاق يوسف، رفضه للخدمة الإلزامية، وحرض الشباب على تمزيق أوامر التجنيد.
مبررات التجنيد
يعود قرار تجنيد الحريديم إلى الحاجة الملحة للجنود في ظل استمرار الصراع في غزة وسقوط عدد كبير من القتلى. يرى جيش الاحتلال أن إرسال أوامر استدعاء سيمكنه من تجنيد الأعداد المطلوبة، مشيراً إلى أنه لا يمكن الاعتماد فقط على المتطوعين.
وأكد وزير الدفاع يوآف جالانت أن استدعاء الحريديم يأتي تلبية للاحتياجات العملياتية في ظل العدوان المستمر في غزة واحتمال تصاعد الصراع على الجبهة اللبنانية.