إعادة تشكيل العلاقات بين تركيا وسوريا بعد 13 عامًا من القطيعة
في ظل الجهود الحالية التي تبذلها تركيا لاستعادة علاقاتها مع سوريا بعد قطيعة دامت 13 عامًا نتيجة دعم أنقرة للمعارضة السورية عقب احتجاجات مارس 2011، تتوجه الأنظار نحو مصير هذه المحاولات التي تعرف إعلاميًا بـ”الاندفاعية”.
التواصل التركي-السوري: خطوة نحو مصلحة مشتركة
أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن رغبته المتكررة في لقاء نظيره السوري بشار الأسد، بينما أكد الأسد أنه لا يمانع اللقاء إذا كان في مصلحة سوريا، لكنه لم يتلقَّ بعد أي معلومات حول أهداف المبادرة التركية.
أسباب القطيعة والتوترات بين البلدين
يعود جذور الخلاف بين تركيا وسوريا إلى السنوات التي أعقبت استلام الرئيس بشار الأسد للسلطة في سوريا.
وأشار الكاتب الصحافي السوري عبد الحميد توفيق إلى أن القرارات التي اتخذها أردوغان بشأن الأزمة السورية وضعت تركيا في مأزق طويل الأمد.
الدعم التركي للمعارضة المسلحة وتأثيراته
قدمت تركيا دعمًا واسعًا للمعارضة المسلحة في الشمال السوري منذ عام 2011، مما أسفر عن تدخل عسكري تركي وإنشاء “المنطقة الآمنة” في إدلب التي باتت تضم مشاريع تنموية ومأوى للاجئين.
سعى أردوغان إلى إتمام صفقات نقل العناصر المسلحة من المناطق المحيطة بدمشق إلى الشمال السوري، مما أضاف عبئًا إضافيًا على تركيا اليوم.
أهداف تركيا من إعادة العلاقات
تسعى تركيا اليوم لإعادة العلاقات مع سوريا لعدة أسباب، منها حل مشكلة اللاجئين السوريين، ومنع إقامة دولة كردية، واستعادة التعاون التجاري.
المصالح الروسية في الوساطة
تلعب روسيا دور الوسيط في هذه المحادثات، حيث تسعى لتعزيز الحل السياسي في سوريا، وتقوية علاقاتها مع تركيا على أساس تبادل المصالح الاقتصادية والسياسية
يشير عبد الحميد توفيق إلى أن إعادة العلاقات بين البلدين تواجه تحديات كبيرة، بما في ذلك وجود المسلحين في الشمال السوري، ومعضلة الأكراد المدعومين من الأمريكيين، وحل مشكلة اللاجئين.
رغم التحديات الكبيرة، فإن هناك نافذة أمل لإعادة العلاقات بين تركيا وسوريا بشرط وجود تعاون دولي وعربي موحد وجاد للتوصل إلى خارطة طريق لمرحلة ما بعد القطيعة.