معركة الأنفاق في غزة: التحدي المستمر أمام الجيش الإسرائيلي
بعد مرور تسعة أشهر على الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، تبقى الأنفاق التابعة لحركة حماس تحديًا رئيسيًا بالنسبة لإسرائيل التي تسعى إلى إنهاء وجود الحركة بشكل كامل.
الحرب غير التقليدية
حرصت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، على استخدام تكتيكات حرب غير تقليدية، حيث اعتمدت على القتال كقوة لا مركزية وتجنب المواجهة المباشرة.
فقد اختارت الانسحاب من المواقع الأمامية وتخفّي مقاتليها أثناء تنفيذ الهجمات بدلاً من المواجهة المفتوحة، مما أثار حيرة القوات الإسرائيلية.
هجمات مفاجئة
استطاع مقاتلو حماس تنفيذ هجمات مفاجئة على مجموعات صغيرة من الجنود الإسرائيليين، مستخدمين الأنفاق كوسيلة للتنقل والتخفي.
وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، كانت هذه الهجمات تستهدف الجنود بشكل مباغت باستخدام القذائف الصاروخية قبل العودة بسرعة إلى الأنفاق.
شبكة الأنفاق
رغم الحملة العسكرية المكثفة، لم يتمكن الجيش الإسرائيلي من تدمير سوى جزء صغير من شبكة الأنفاق التابعة لحماس.
وتظل هذه الأنفاق تشكل تهديدًا أمنيًا كبيرًا، حيث أشار تقرير الجيش الإسرائيلي إلى أن جزءًا كبيرًا منها لا يزال في حالة تشغيلية عالية، خصوصًا في مناطق مثل وسط قطاع غزة ومدينة رفح وحي الشجاعية.
تعقيد الأنفاق
وفق تقرير لوكالة “أسوشيتد برس”، تعتبر شبكة الأنفاق التي بنتها حماس تحت غزة من أكبر التحديات التي تواجه القوات الإسرائيلية.
فرغم محاولات تل أبيب المختلفة، بما في ذلك محاولات إغراق الأنفاق، لم تفلح في التخلص منها بشكل كامل.
التهديد المستمر
تشكل الأنفاق تهديدًا مستمرًا، حيث تعمل على عمق يصل إلى 40 قدمًا تحت الأرض، مما يجعلها محصنة ومعقدة.
واستخدام هذه الأنفاق ككمائن أو ملغمة بالمتفجرات يعقد من مهمة الجيش الإسرائيلي الذي يضطر إلى نشر آلاف الجنود لاجتياح “مترو غزة” وتحييد مقاتلي حماس، وهي مهمة ليست بالسهلة.
تستمر معركة الأنفاق بين إسرائيل وحماس في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه الجيش الإسرائيلي، الذي لم يحقق نجاحًا كبيرًا في تدمير هذه الشبكة المعقدة التي تعتمد عليها حركة حماس بشكل كبير في استراتيجيتها القتالية.