شرطة الذكاء الإصطناعي تتجول بشوارع بريطانيا لمكافحة جرائم محتملة
تمضي الشرطة البريطانية قدمًا في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لمكافحة الجريمة بشكل استباقي في شوارع بريطانيا.
ووفقًا لما نشرته “ديلي ميل” البريطانية، يتم استخدام تقنيات متقدمة تشمل كاميرات التعرف على الوجه وخوارزميات تتنبأ بالجرائم قبل وقوعها.
تقنيات التعرف على الوجه
يتم استخدام سلسلة من الكاميرات لتسجيل وجوه المارة في مناطق محددة. تساعد تقنيات التعرف المباشر على الوجوه الشرطة في التعرف على الأفراد المطلوبين في الوقت الفعلي، إذ تقارن خوارزمية وجوه المارة بقائمة مراقبة للمجرمين المطلوبين وتصدر تنبيهًا عند اكتشاف تطابق.
منذ عام 2015، بدأت الشرطة في المملكة المتحدة باستخدام هذه التكنولوجيا في الأماكن العامة كجزء من حملات القمع المستهدفة وللحفاظ على الأمن في الأحداث الكبيرة.
مثال على ذلك كان ضبط أحد المجرمين المطلوبين أثناء تتويج الملك تشارلز، بعد أن رصدته الكاميرات.
قال متحدث باسم مجلس رؤساء الشرطة الوطنية البريطانية إن الذكاء الاصطناعي يتيح فرصًا لأفراد الأمن لاختبار أفكار جديدة ومبدعة، مما يساعد في تعزيز الإنتاجية ومعالجة الجريمة بشكل أكثر فعالية.
مخاوف بشأن الخصوصية والأخطاء
أثارت جماعات الحقوق المدنية مخاوف بشأن استخدام التعرف على الوجه، معتبرة أنه مفرط في التدخل في الخصوصية وحماية البيانات الشخصية. هناك أيضًا مخاوف من حدوث أخطاء في التقنية مما يمكن أن يؤدي إلى نتائج إيجابية خاطئة أو اعتقالات غير ضرورية.
كشفت دراسة للمختبر الفيزيائي الوطني البريطاني عن اختلال كبير إحصائيًا في نتائج التقنية، مع نتائج إيجابية خاطئة أكبر بين السود مقارنة بالآسيويين أو البيض.
كاميرات “عيون في السماء”
تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي أيضًا في اكتشاف الجرائم بشكل تلقائي، مثل مخالفات المرور وضبط مستخدمي الهواتف أثناء القيادة.
بدأت التجارب منذ عام 2021، وفي إحدى التجارب لمدة 15 يومًا، اكتشف النظام 590 مخالفة لحزام الأمان و45 مخالفة للهاتف المحمول.
لا تقتصر هذه التقنيات على الشوارع، حيث تستخدم كاميرات المراقبة المدعمة بخوارزميات الذكاء الاصطناعي في السوبر ماركت والمتاجر للقضاء على سرقة البضائع.
أعلن في أكتوبر الماضي عن شراكة بين الشرطة و13 من أكبر تجار التجزئة في المملكة المتحدة، مما يتيح إرسال لقطات المراقبة إلى الشرطة لتحليلها وتحديد هوية السارقين بسرعة.
يطلق على هذه التقنية التعرف على الوجه بأثر رجعي، حيث تُستخدم لتحديد هوية المشتبه بهم في قاعدة بيانات للأفراد المعروفين، مما يقلل الوقت المستغرق لتحديد هوية المشتبه به من حوالي 14 يومًا إلى بضع دقائق فقط.
مراقبة ملاعب كرة القدم
تُستخدم تقنية التعرف على الوجه في بعض أكبر الأحداث الرياضية لرصد وجوه المشجعين المطلوبين.
في عام 2023، استُخدمت هذه التقنية في مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز بين أرسنال وتوتنهام، مما أدى إلى القبض على ثلاثة أشخاص.
الشرطة التنبؤية
تعتمد الشرطة البريطانية أيضًا على تقنيات “الشرطة التنبؤية” التي تستخدم الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالمناطق والأشخاص الذين من المرجح أن يرتكبوا جرائم.
توظف هذه الأنظمة كميات هائلة من البيانات والخوارزميات لتقديم تصورات تحليليه بدرجات المخاطر، ما يساعد الشرطة في اتخاذ قرارات أكثر دقة وفعالية في منع الجرائم.