تقارير

روسيا تعلن استئناف إنتاج صواريخ نووية متوسطة المدى

في اجتماع مع أعضاء مجلس الأمن الروسي، أعلن الرئيس فلاديمير بوتين أن روسيا ستستأنف إنتاج صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى ذات قدرات نووية.

هذا القرار جاء كرد فعل على تحركات الولايات المتحدة لنشر مثل هذه الصواريخ في أوروبا وآسيا، مؤكدًا أن “الوضع يتطلب أن نبدأ في إنتاج هذه الأنظمة مرة أخرى”.

 خلفية القرار

تستند خطوة روسيا إلى انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الصواريخ النووية المتوسطة المدى (INF) في عام 2019. المعاهدة التي وقعت في حقبة الحرب الباردة كانت تحظر إنتاج ونشر صواريخ يتراوح مداها بين 500 و5500 كيلومتر.

واشنطن انسحبت من المعاهدة بدعوى أن موسكو لم تلتزم بها، بينما صرح الكرملين حينها بأنه سيوقف إنتاج الصواريخ ما لم تنشر الولايات المتحدة أنظمة مماثلة بالقرب من الحدود الروسية.

تفاصيل نشر الصواريخ الأمريكية

أشار بوتين إلى أن الولايات المتحدة لا تكتفي بإنتاج هذه الأنظمة الصاروخية بل قامت بالفعل بنقلها إلى أوروبا لإجراء تدريبات في الدنمارك، كما أُعلن مؤخرًا عن وجودها في الفلبين ، وأكد بوتين أن روسيا مضطرة للرد على هذه التحركات الأمريكية.

 إلغاء معاهدة حظر التجارب النووية

وقع بوتين مؤخرًا قانونًا يلغي مصادقة روسيا على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، مشيرًا إلى تزايد التوترات مع الغرب على خلفية النزاع في أوكرانيا.

وأكد بوتين أن بلاده قد تبدأ في تصنيع أنظمة توجيه الضربات بناءً على الوضع القائم، لضمان أمنها.

مواقف الخارجية الروسية

أكدت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو قد تعيد النظر في وقفها السابق لنشر الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، مشيرة إلى خطط واشنطن لنشر هذه الأنظمة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أشار إلى أن معاهدة INF أصبحت غير قابلة للتطبيق، مع احتمالية اتخاذ خطوات إضافية في مجال الردع النووي.

 تاريخ معاهدة INF

تأسست معاهدة INF في عام 1987 بتوقيع الرئيس الأمريكي رونالد ريجان والزعيم السوفياتي ميخائيل جورباتشوف، حيث التزم الطرفان بتدمير كافة منظومات الصواريخ التي يتراوح مداها بين 500 و5500 كيلومتر.

تم تنفيذ المعاهدة بالكامل بحلول مايو 1991، حيث دمر الاتحاد السوفياتي 1792 صاروخًا والولايات المتحدة 859 صاروخًا.

 الوضع الحالي والعلاقات الروسية الأمريكية

في العام الماضي، علقت روسيا مشاركتها في معاهدة “ستارت الجديدة”، آخر معاهدة متبقية للحد من الأسلحة النووية بين الجانبين.

يأتي ذلك في ظل تزويد الولايات المتحدة لأوكرانيا بصواريخ قصيرة المدى لدعمها في الحرب ضد روسيا، مما أدى إلى رفع جزئي للحظر المفروض على استخدام هذه الأسلحة ضد أهداف داخل الأراضي الروسية، محذرًا من تصعيد خطير محتمل.

تصريحات بوتين حول التهديدات النووية

أكد بوتين في مناسبات سابقة أن الغرب مخطئ في افتراض أن روسيا لن تستخدم الأسلحة النووية أبدًا، مشيرًا إلى إمكانية نشر صواريخ تقليدية على مقربة من الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين إذا استمرت التهديدات.

إعادة تصعيد سباق التسلح النووي

تأتي هذه التطورات في سياق تزايد التوترات بين روسيا والغرب، مما يعيد إحياء سباق التسلح النووي الذي كان قد هدأ خلال فترة ما بعد الحرب الباردة. القرار الروسي بإعادة إنتاج الصواريخ النووية المتوسطة المدى يمثل ردًا قويًا على التحركات الأمريكية، ويزيد من التعقيدات في الساحة الدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى