انتخابات رئاسية أمريكية وقمة مجموعة السبع: تحديات «بايدن» وتهديدات «ترامب»
يشارك جو بايدن، الرئيس الأمريكي، في قمة مجموعة السبع في إيطاليا، وسط قلق الحلفاء من احتمال عودة «ترامب» للساحة السياسية.
تثير الانتخابات الرئاسية المقبلة تساؤلات حول استقرار الديمقراطية الأمريكية والتزامها بالتحالفات الدولية. وعندما يشارك «بايدن» في قمة مجموعة السبع التي ستُعقد في إيطاليا هذا الأسبوع، سيخيّم شبح سلفه دونالد ترامب على لقاءاته مع القادة الحلفاء الذين لا تحتفظ غالبيتهم بذكريات جميلة عن الرئيس الجمهوري.
تشكّل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة مصدرًا لشكوك كبيرة بين حلفاء الولايات المتحدة واختبارًا لمدى صلابة الديمقراطية في القوة الرائدة في العالم. في هذا الإطار، يثير احتمال انتصار «ترامب» وعودة شعاره «أمريكا أولًا» فضلًا عن ازدرائه للمنظمات الدولية، بما في ذلك حلف شمال الأطلسي، قلق معظم القادة الحاضرين في إيطاليا هذا الأسبوع.
يدرك «بايدن» ذلك جيدًا ولا يتردّد في تكراره. ففي حديثه لمجلة «تايم»، قال: في كلّ اجتماع دولي أحضره، يأخذني أحد القادة جانبًا ويقول لي: لا يمكن أن يفوز، لا يمكنك أن تدعه يفوز.
تنفّس الحلفاء الأوروبيون الرئيسيون الصعداء بعد فوز «بايدن» في العام 2020، خصوصًا أنّه يعدّ مدافعًا متحمّسًا عن دور الولايات المتحدة في العالم بعد الحرب العالمية الثانية. وتتناقض هذه الرؤية مع رؤية «ترامب» ونهجه المتقلب تجاه مجموعة السبع.
انتقد جاستن ترودو، رئيس الحكومة الكندية، «ترامب» في كندا عام 2018، ووصفه بأنه «غير أمين وضعيف»، وغيّر «ترامب» رأيه وقرّر عدم الانضمام إلى البيان المشترك الذي يختتم تقليديًا هذه القمم. وانتشرت صورة شهيرة لأنغيلا ميركل، المستشارة الألمانية، وهي تتحدى «ترامب» الجالس بذراعين متقاطعتين ونظرة ساخرة.
روى «بايدن» في مقابلته مع «تايم» كواليس أول مشاركة له كرئيس في قمة مجموعة السبع في المملكة المتحدة عام 2021. وقال قلت: «أمريكا عادت»، قبل أن يردّ عليه إيمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي، متسائلًا «لكم من الوقت؟». ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يعود هذا السؤال بقوة إلى الساحة.
يبرز «بايدن» الذي تعهّد بدعم أوكرانيا في مواجهة روسيا والحفاظ على صلابة التحالفات الدولية في مواجهة طموحات «بكين» و«موسكو». ومن جهة أخرى، يظهر «ترامب» الذي صرّح أنّه سيشجّع روسيا على التصرف بحرية ضد دول «الناتو» التي لا تدفع حصّتها من تكاليف الدفاع، وهو غالبًا ما يمتدح الطغاة والمستبدّين.
يبدو أنّ مجموعة السبع تريد حماية نفسها من احتمال عودة «ترامب» إلى السلطة. كما تضغط إدارة «بايدن» على الدول الأعضاء للموافقة على مشروع أمريكي يهدف إلى الحفاظ على المساعدات لأوكرانيا باستخدام أرباح الأصول الروسية المصادرة.
يقضي مشروع القانون بأن تقدّم الولايات المتحدة مبلغًا قدره 50 مليار دولار على شكل قروض تُسدد من خلال الفوائد على تلك الأصول، بهدف تجنّب دفعات أصغر قد يلغيها «ترامب» عند عودته إلى البيت الأبيض.
قال مصدر مطّلع على المناقشات إنّ دول مجموعة السبع تأمل في تفادي تراجع المساعدات المقدّمة لـ«كييف». ووعد البيت الأبيض بإصدار «إعلانات» بهذا الشأن خلال القمة.
يُذكر أن «بايدن» هو الرئيس الأكبر سنًّا في تاريخ الولايات المتحدة، ويواصل جدول أعماله المزدحم بين بلاده وأوروبا منذ الأسبوع الماضي. قبل توجّهه إلى «برينديزي»، حضر «بايدن» احتفالات الذكرى الثمانين لإنزال قوات الحلفاء في «النورماندي» بفرنسا.