في ظل تصاعد الاشتباكات على الضفة الغربية بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية منذ بداية الحرب في قطاع غزة في أكتوبر الماضي، أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرًا إلى الحكومة بشأن تداعيات سياساتها في قطع التمويل عن السلطة الفلسطينية. تحذير يتنبأ بمخاطر اندلاع «انتفاضة» ثالثة على الضفة الغربية المحتلة، نتيجة التوترات المالية التي تهدد بتحويل الضفة إلى مسرح رئيسي للصراع بعد أن كانت مسرحًا ثانويًا في الحرب.
تنبه المذكرة التي أُعدها مسؤولون من الجيش ووكالات أمنية إلى أن تقليص الدخل قد يدفع الفلسطينيين نحو الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، مما يزيد من التوترات والعنف في المنطقة. على الرغم من تأكيد متحدثة باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية عدم علمها بالمذكرة، إلا أن مسؤولًا إسرائيليًا أكد وجودها وانتشارها بين عدة وزارات حكومية والجيش.
الوضع الاقتصادي المتدهور في الضفة الغربية، مع فقدان مئات الآلاف من الفلسطينيين لوظائفهم وتعرضهم لقيود مالية صارمة، يعزز من المخاوف من اندلاع انتفاضة ثالثة تشبه الانتفاضتين السابقتين في التسعينيات وأوائل القرن الحادي والعشرين.
هذه التطورات تأتي في سياق تعنت إسرائيل في منع تحويل الإيرادات الضريبية للسلطة الفلسطينية، وهو ما يزيد من الضغط المالي عليها ويزيد من التوترات في المنطقة، مما يرجح اندلاع مزيد من العنف والصراعات.
