تقارير

من هو كريم خان مدعي عام الجنائية الدولية الذى يسعى لاعتقال نتنياهو؟

تقدم المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، بطلب لإصدار مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

هذه الاتهامات تتعلق بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتكبت في قطاع غزة منذ 8 أكتوبر، بعد يوم من هجوم نشطاء حماس على إسرائيل.

تشمل هذه الجرائم “تجويع المدنيين كوسيلة من أساليب الحرب” و”تعمد توجيه هجمات ضد السكان المدنيين”.

كما صدرت أوامر اعتقال بحق زعيم حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، وأعضاء آخرين من الحركة الفلسطينية.

 كريم خان ومسيرته المهنية

كريم خان، البريطاني ذو الـ54 عامًا، تم تعيينه مدعياً عاماً للمحكمة الجنائية الدولية في عام 2021، بعد تغلبه على مرشحين من أيرلندا وإسبانيا وإيطاليا في اقتراع سري بدعم من 72 دولة.

في غضون أشهر من توليه المنصب، حول خان تحقيق المحكمة في أفغانستان بعيداً عن القوات الأمريكية ليصب التركيز على جرائم حركة طالبان وتنظيم داعش.

أثارت هذه الخطوة انتقادات من منظمات حقوق الإنسان، إذ اعتبرها البعض محاولة لكسب تأييد واشنطن، وخلال إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، بلغت معارضة المحكمة الجنائية الدولية ذروتها بفرض الولايات المتحدة عقوبات على أعضاء المحكمة، ولكن تم إلغاء هذه العقوبات في عهد الرئيس جو بايدن.

شهدت العلاقات تحسناً ملحوظاً عندما قام وزير العدل الأمريكي بزيارة تاريخية للمحكمة لدعم تحقيق خان المتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية.

موقف خان من الجرائم الدولية وردود الفعل

خان، الذي تخرج من كلية كينغز في لندن، عرف نفسه كمدافع عن حقوق النساء والأطفال.

خلال مسيرته القانونية التي تمتد لأكثر من ثلاثة عقود، عمل خان في معظم المحاكم الجنائية الدولية وتولى أدواراً في الادعاء والدفاع والاستشارات القانونية للضحايا.

بدأ خان مسيرته المهنية كمستشار قانوني لمكتب المدعي العام لمحكمة جرائم الحرب الخاصة بالأمم المتحدة ليوغوسلافيا السابقة ورواندا. وبرز نجمه عندما كان محامي الدفاع الرئيسي عن رئيس ليبيريا السابق تشارلز تيلور.

كما عمل في قضايا المحكمة الجنائية الدولية المتعلقة بكينيا والسودان وليبيا قبل أن يصبح رئيساً لفريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش في العراق في عام 2018.

 الضغوط السياسية والتحديات

خضع خان ومكتبه لتدقيق مكثف بسبب تحقيقه في الصراع بين إسرائيل وحماس، مما أثار ضغوطاً سياسية وانتقادات علنية.

رغم تحسن العلاقات مع الولايات المتحدة، إلا أن مساعيه لإصدار أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين قوبلت بمعارضة شديدة.

انتقد الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن خان علناً، مما أثار تساؤلات حول شرعية ومصداقية تحقيقه. ورغم الضغوط، أكد خان أن جميع المحاولات الرامية لتعطيل أو تخويف مسؤولي المحكمة يجب أن تتوقف على الفور.

سافر خان بشكل متكرر إلى مناطق النزاعات، وأصبح أول مدعٍ عام للمحكمة الجنائية الدولية يزور منطقة حرب عندما زار أوكرانيا، وكذلك أول من زار إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية.

 التوجهات الشخصية والقيم

يعرف خان نفسه كعضو في الطائفة الأحمدية في باكستان، وغالبًا ما يستشهد بآيات من القرآن في بياناته.

أكد خان التزامه بملاحقة مرتكبي الجرائم الجنسية والدفاع عن حقوق الأطفال، مما يجعله نصيرًا لقضايا الفئات الضعيفة والمهمشة في المجتمع الدولي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى