منوعات

تحذير صادم: كل أنواع اللانشون في مصر ملوثة بالبكتيريا وترفع مخاطر السرطان

في تحقيق ميداني مثير للجدل، أجراه البلوجر الشهير “الأكيلانس” بالتعاون مع فريق من المتخصصين، تم إرسال عينات من جميع أصناف اللانشون المتوفرة في الأسواق المصرية إلى أحد أبرز المعامل التحليلية المعتمدة عالمياً.

شملت العينات المنتجات المحلية الرخيصة التي تباع بسعر يبدأ من 70 جنيهاً للكيلوغرام، وصولاً إلى الأنواع المستوردة الفاخرة التي تصل أسعارها إلى 1300 جنيه للكيلو في المتاجر الكبرى.

الهدف كان التحقق من جودتها الصحية والغذائية، في ظل الشكوك المتزايدة حول سلامة هذه المنتجات الشائعة في وجبات الأطفال والسندويشات اليومية.

ركزت التحاليل على فئتين رئيسيتين: الجانب الميكروبيولوجي للكشف عن التلوث البكتيري، والجانب الغذائي لقياس نسب البروتين والدهون وفقاً للمواصفات القياسية المصرية والدولية. النتائج، التي أذهلت الرأي العام، كشفت عن واقع مقلق يتجاوز التوقعات، حيث أظهرت فشلاً شاملاً يهدد الصحة العامة.

 التلوث البكتيري: خطر يلوح في النصف من العينات

أفادت التحاليل بأن نحو 50% من العينات المختبرة فشلت تماماً في اختبارات الميكروبيولوجيا. كشفت هذه الاختبارات عن انتشار بكتيريا خطيرة قادرة على النمو السريع، مثل الإشريكية القولونية (E.coli)، والسالمونيلا، والليستيريا.

هذه الكائنات الحية الدقيقة معروفة بتسببها في اضطرابات هضمية حادة، بما في ذلك المغص الشديد، الإسهال المزمن، والالتهابات المعوية التي قد تتطور إلى نزلات معدية خطيرة، خاصة لدى الأطفال والمسنين.

وفقاً للخبراء المشاركين في التحقيق، يعود هذا التلوث غالباً إلى سوء التعامل أثناء التصنيع أو التخزين، مما يجعل المنتج قنبلة موقوتة في سلة الطعام اليومي.

الفشل الغذائي: دهون مفرطة وبروتين وهمي

أما في الجانب الغذائي، فقد كانت النتائج أكثر إثارة للقلق، إذ سقطت جميع العينات في اختبارات نسب البروتين والدهون دون استثناء.

أظهرت التحاليل ارتفاعاً غير طبيعي في نسب الدهون، يصل في بعض الحالات إلى مستويات تتجاوز الحدود المسموح بها بنسبة كبيرة، بينما كانت نسب البروتين ضعيفة للغاية، لا تتجاوز 8% في أغلب المنتجات.

وهو أمر يتنافى مع الادعاءات التسويقية التي تروج لـ”لانشون لحم” أو “لانشون دجاج” أو حتى “لانشون جمبري” و”ديك رومي”، حيث يُكتشف الخبراء بسرعة أن الطعم الغني يأتي من مكسبات كيميائية صناعية، مع إضافات كبيرة من النشا والجيلاتين، بدلاً من اللحوم الحقيقية.

في بعض العينات، لم تتجاوز نسبة اللحم الفعلية 6% فقط، مما يعني أن المنتج يعتمد على مواد حشو رخيصة لزيادة الحجم دون قيمة غذائية حقيقية.

هذه الانتهاكات للمواصفات القياسية تجعل اللانشون ليس مصدراً للبروتين الضروري، بل عبئاً على الجهاز الهضمي، خاصة مع الاعتماد على مواد حافظة مثل نترات الصوديوم، التي تتحول في الجسم إلى نتروزامينات – مواد مصنفة من منظمة الصحة العالمية كمسببة للسرطان.

 الخطر الصحي الطويل الأمد: مساواة مع السجائر والمخدرات

لم يقف التحقيق عند الكشف عن المشكلات الفورية، بل امتد إلى التحذيرات الطبية الخطيرة. أكد المتخصصون أن الاستهلاك المنتظم لهذه المنتجات، خاصة الرخيصة أو السيئة التصنيع، يرفع من مخاطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل سرطان القولون والمعدة.

وصف الخبراء هذا الخطر بأنه يُقارن بتأثير السجائر والمخدرات في زيادة احتمالية الإصابة بالسرطان، نظراً لتراكم المواد الكيميائية الضارة والتلوثات.

وفي سياق خاص بالأطفال، الذين يعتمدون على السندويشات كوجبة مدرسية أساسية، حذر التحقيق من أن هذه المنتجات قد تكون “سم قاتل بطيء”، يؤدي إلى اضطرابات هضمية مزمنة ومشاكل صحية طويلة الأمد إذا لم يتم التعامل معها.

غياب الرد الرسمي: سؤال حول الرقابة

رغم الانتشار الواسع للتحقيق، لم تصدر أي تصريحات رسمية من الجهات المعنية، مثل الهيئة القومية لسلامة الغذاء أو وزارة الصحة أو الجهاز العام للخدمات البيطرية، على الرغم من محاولات الاتصال بها. يثير ذلك تساؤلات حول آليات الرقابة على المنتجات الغذائية في مصر، ودور الجهات التنظيمية في منع مثل هذه الانتهاكات قبل وصولها إلى المستهلكين.

في الختام، يدعو التحقيق إلى تجنب الاعتماد على اللانشون كوجبة أساسية، والبحث عن بدائل صحية أكثر أماناً، مع الضغط لتعزيز الرقابة الحكومية لضمان سلامة الطعام على المائدة المصرية. هذا الكشف ليس مجرد تحذير، بل دعوة لإعادة التفكير في عاداتنا الغذائية اليومية.

Mariam Hassan

مريم حسن كاتبة وصحفية متخصصة في الشأن الهندي ـ الباكستاني و جنوب شرق آسيا خبرة سنتين في مجال العمل الصحفي والإعلامي. أماكن العمل : داي نيوز الإخباري. أعمل على ترجمة وتحرير الأخبار والتقارير الصحفية المتنوعة. تحليل و دراسة التحولات السياسية والتهديدات الأمنية في آسيا وانعكاساتها على الأمن القومي المصري والعربي. متابعة التطورات الاقتصادية والتكنولوجية، وتحليل سياسات القوى الإقليمية وأنماط التحالفات بين جنوب آسيا والشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى