سرقة الموساد لأرشيف إيران النووي: كواليس العملية وتأثيرها الجيوسياسي
في مايو 2018، قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بكشف “قنبلة” في مؤتمره الصحفي المتفاعل حول برنامج إيران النووي، حيث قدم مقاطع فيديو وصور ووثائق باللغة الفارسية، لتحذير من خطورة برنامج إيران النووي وكشف عن حصول إسرائيل على وثائق سرية حوله.
ووفقًا لنتنياهو، قامت عناصر الموساد بعملية سرية داخل طهران، حيث نقلوا نحو نصف طن من الوثائق النووية الإيرانية إلى إسرائيل.
في رد فعل سريع، وصف وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف نتنياهو بـ “الطفل الكاذب” عبر تغريدة على منصة “تويتر”.
نشرت إذاعة “فردا” الأميركية تقريرًا عن كتاب يروي تفاصيل استغلال نتنياهو لوثائق نووية إيرانية، وذلك في مؤتمره الصحفي عام 2018.
الكتاب من تأليف كاتبين إسرائيليين، يونا جيريمي باب وإيلان أفياتار. يتناول الكتاب أيضًا عمليات استخباراتية أخرى تنسب إلى إسرائيل، مثل الانفجارات في منشأة نطنز.
يكشف الكتاب عن محاولات الموساد للحصول على وثائق نووية إيرانية، وكيفية دخول عملاء الموساد إلى مستودع شور آباد في طهران وسرقة الوثائق. تفاصيل العملية تشمل الإعداد الدقيق والتخطيط لعملية السرقة وتجميع المعلومات.
ويواصل الكتاب روايته عن العملية بالقول: في الساعة 10:31 من تلك الليلة في منتصف الشتاء، تم صهر الأقفال، وبينما كانت مجموعة من العملاء تحرس الأبواب الحديدية الثقيلة للمستودع بغية مراقبة المناطق المحيطة، تمكنت مجموعة أخرى من دخول القسم الداخلي للمستودع.
ويتابع الكتاب في سرد تفاصيل روايته مضيا:
فقد لجأ أعضاء الفريق الأربعة والعشرون إلى قدراتهم التقنية للإسراع في إنهاء العملية فاستخدمت مجموعة مشاعل خاصة لقطع المعادن، تبلغ درجة الحرارة فيها إلى حوالي 3600 درجة، فأذابت الحرارة الخزائن المعدنية، وبدأ أعضاء الفريق الآخرون بمراجعة المستندات المطلوبة، وتجاهل المستندات الأقل أهمية.
تكشف إذاعة “فردا” الأميركية عن تقرير يكشف كواليس صفقة سرية، حيث نُقلت 300 طن من اليورانيوم المخصب، المعروف بـ “كعكة صفراء”، من النيجر إلى إيران. الكتاب يقدم تفاصيل مثيرة حول نقل “كنز ضخم” من الوثائق النووية إلى إسرائيل عبر أذربيجان.
وفي تلك الفترة، لاحظ العملاء الإسرائيليون وجود “كنز ضخم” من الوثائق النووية الإيرانية، بما في ذلك ملفات ورسوم بيانية وصور للتجارب النووية.
بعد ذلك، تم شحن نصف طن من الأقراص والوثائق عبر أذربيجان ، عندما وصلت الشاحنتان إلى الحدود، اكتشف الحراس الإيرانيون الوضع، ولكن بعد فوات الأوان. وصل الأرشيف النووي الإيراني إلى إسرائيل في نفس الليلة، ولكن استغرقت العملية شهرين ونصف.
إيران لم تعترف رسميًا بسرقة الوثائق، بينما أشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أنشطة إيران النووية قبل عام 2003 لم تتجاوز الدراسات العلمية.
تؤكد إيران على طبيعة سلمية برنامجها النووي وتشير إلى فتوى المرشد الأعلى التي تحرم استخدام السلاح النووي.
الوثائق التي كشفها نتنياهو أدت إلى قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي، وما زالت إدارة بايدن تسعى للتوصل إلى توافق مع إيران.