«مناورات الغضب العارم 24»: تعزيز الأمن بالشراكة العسكرية بين أمريكا ودول الخليج
انطلقت مناورات «الغضب العارم 24» في المملكة العربية السعودية بمشاركة نحو ألف من العسكريين من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والبحرين والأردن، والتي انطلقت نسختها التاسعة في المملكة العربية السعودية منذ الأول من مايو 2024.
تقام هذه الفعاليات في المملكة للمرة الثانية على التوالي بعد النجاح الكبير الذي حققته مناورات «الغضب العارم 22» قبل عامين.
تشارك الولايات المتحدة في المناورات بتمثيل كبير يعكس جدية التزامها بأمن منطقة الشرق الأوسط، ويشمل هذا التمثيل وحدات تنتمي إلى عدة فروع من القوات المسلحة الأمريكية، وهي قوات البحرية للقيادة المركزية الأمريكية، ومشاة البحرية الأمريكية، ودوريات حرس السواحل الأمريكي لمنطقة جنوب شرق آسيا والمحيط الأطلنطي، والذين يتدربون إلى جانب وحدات من الجيش البحريني الملكي والقوات المسلحة الأردنية والقوات المسلحة السعودية.
تهدف مناورات «الغضب العارم 24» إلى تدريب القوات المشاركة على الإنزال الجوي البحري والتكامل مع وحدات الإمداد البحري مسبقة النشر، وذلك في النطاق الجغرافي لعمليات القيادة المركزية الأمريكية، ويتضمن ذلك التدريب على حشد ونشر قوات برية محمولة جوًا وإنزالها في مناطق بحرية آمنة اعتمادًا على إمدادات سابقة التموضع والنقل الجوي لمسافات بعيدة.
يقدم هذا النموذج من نشر القوات خيارًا استراتيجيًا لنشر القوات بسرعة في أي نطاق جغرافي واعتمادًا على منظومات إمداد بحري ثابتة تمنح القوات المشاركة مرونة في تنفيذ العمليات والقدرة على التعامل مع التحديات الأمنية المختلفة.
يعد هذا النوع من القوات البحرية المحمولة جوًا عنصرًا أساسيًا من مشاة البحرية الأمريكية يجمع بين مختلف أذرع القوات المسلحة ووحداتها تحت قيادة ضابط واحد.
تمثل مناورات «الغضب العارم 24» أحدث محطات الشراكة الدفاعية الممتدة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، حيث تتوحد هذه الدول خلف هدف مشترك وهو حماية الأمن الإقليمي في مرحلة تتسم بزيادة التحديات الأمنية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.
تشارك الولايات المتحدة أيضًا في مناورات «الأسد المتأهب» في الشهر نفسه، والتي تقام في الأردن، في إشارة أخرى على عزم الولايات المتحدة تعميق شراكاتها في المنطقة سعيًا نحو تعزيز الأمن الإقليمي.
تحتفظ القيادة المركزية الأمريكية بوجود عسكري في المنطقة عبر البر والبحر والجو خاصة مع انتشار التوترات الأمنية.
من ضمن أهداف مناورات «الغضب العارم 24» تحسين التكامل العسكري التكتيكي بين القوات المشاركة وتعزيز جاهزيتها وقدراتها على مجابهة مختلف التحديات.