انتهاك اتفاقية السلام: إسرائيل تخترق «محور فيلادلفي» بعد 19 عامًا من الانسحاب
«محور فيلادلفي» هو شريط أرضي ضيق يمتد على طول الحدود بين مصر وقطاع غزة، بعرض يصل إلى مئات الأمتار وطول يبلغ 14.5 كيلومتر، ويمتد من البحر الأبيض المتوسط حتى معبر كرم أبو سالم التجاري، مكونًا ثلاثي الاتجاهات بين مصر وإسرائيل وغزة.
يعد طريق صلاح الدين أحد أقدم الطرق في العالم، حيث مرت عليه جيوش مصر القديمة والإسكندر الأكبر والصليبيون.
يعتبر «محور فيلادلفي» ،منطقة عازلة بموجب معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، ويخضع لشروط ومعايير العبور من الأراضي الفلسطينية إلى مصر، كما تنص المعاهدة على وجود قوات مصرية في المنطقة لتأمينها وفقًا لبروتوكول موقع مع إسرائيل.
في عام 2005، انسحبت القوات الإسرائيلية والمستوطنون من قطاع غزة، مما دفعها أيضًا إلى سحب قواتها من معبر رفح، وتحولت مهمة الإشراف عليه إلى السلطة الفلسطينية بوجود مراقبين من الاتحاد الأوروبي.
سيطرت حركة حماس على معبر رفح في عام 2007 بعد سيطرتها العسكرية على القطاع. على طول الحدود بين القطاع ومصر، توجد مبان سكنية تسمى «منازل الخط الأول»، في مدينة رفح الفاصلة بين غزة وسيناء.
في يناير 2008، قام مسلحون فلسطينيون بتدمير جزء من الجدار الحدودي، مما أدى إلى تدفق الآلاف من سكان غزة إلى الأراضي المصرية بحثًا عن الطعام.
بعد أحداث يناير 2011، خففت مصر القيود على حدودها مع غزة، مما سمح للفلسطينيين بالعبور بحرية لأول مرة منذ أربع سنوات.
في الفترة التالية، قام الجيش المصري بتدمير أنفاق غزة وتعزيز السياج الفاصل بين مصر وغزة، بما في ذلك منطقة «محور صلاح الدين»، وفقًا لمعاهدة السلام الموقعة بين القاهرة وتل أبيب في عام 1979.
على الرغم من التصريحات السابقة، فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تراجع عن تصريحاته بشأن السيطرة العسكرية على «محور فيلادلفي»، بسبب رفض مصري لأي خطط تهدف إلى احتلال هذا الشريط الحدودي بين مصر وغزة.
نتنياهو أعلن مرارًا رغبة إسرائيل في السيطرة على محور صلاح الدين، المعروف أيضًا باسم محور فيلادلفي، الذي يضم معبر رفح البري، ولكن الجانب المصري رفض ذلك بشدة، وفقًا لوكالة أنباء العالم العربي.
كما كشفت القناة الثالثة عشرة الإسرائيلية عن رغبة حكومة نتنياهو في نقل موقع معبر رفح ليكون أقرب إلى معبر كرم أبو سالم، بهدف استعادة إسرائيل للسيطرة الأمنية عليه، التي تخلت عنها في عام 2005 مع انسحابها من قطاع غزة بما في ذلك محور فيلادلفيا بالكامل.
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية المصرية أن مصر تضبط وتسيطر بشكل كامل على حدودها، وأن هذه المسائل تخضع لاتفاقيات قانونية وأمنية بين الدول المعنية.
وتشترك مصر في حدود تبلغ طولها 13 كيلومترًا مع غزة، وهي الحدود الوحيدة للقطاع التي لا تسيطر عليها إسرائيل مباشرة.