الولايات المتحدة تواجه فترة من الاضطرابات الداخلية والخارجية
ذكرت «واشنطن بوست» أن الولايات المتحدة الأمريكية تشهد حاليًا أجواء مشحونة بسبب الأزمات الداخلية والخارجية، مما يجعل هذه الفترة الأكثر اضطرابًا في تاريخ البلاد.
قالت صحيفة «واشنطن بوست» إنه لا راحة للولايات المتحدة الأمريكية في المستقبل القريب، مؤكدة أن الأمريكيين حاليًّا يعيشون كمن يسير على الجمر وتتقاذفه الأزمات.
بحسب الصحيفة، فقد كان الربيع الحالي مشتعلًا بأسوأ الطرق، مشيرة إلى أكبر حركة احتجاجية في الحرم الجامعي في القرن الحادي والعشرين، وأول محاكمة جنائية لرئيس أمريكي سابق، وبعض قوانين الإجهاض الأكثر تقييدًا في البلاد. وفوق كل ذلك، قالت الصحيفة إن هناك حربين، في «غزة» وأوكرانيا، تهزان العالم.
اقرأ أيضًا: حفل تخرج في جامعة ميشيغان يتحول إلى مظاهرة ضد إسرائيل
رأت الصحيفة أن الأمريكيين اندفعوا تحت سحابة من الفوضى التي يبدو أنها تتكاثف مع كل تنبيه للأخبار العاجلة، وفق تعبيرها.
أشارت الصحيفة إلى أنه في عام انتخابي مليء بالخلافات والعواقب، يبدو أنه لا يوجد أي ارتياح في المستقبل.
يؤكد المؤرخون، وفقًا للصحيفة، أن هذه الأيام هي الأكثر اضطرابًا واستثنائية في تاريخ أمريكا الحديث، حيث أصابت الانقسامات العميقة كل شبر من الحياة العامة تقريبًا، من السياسة إلى الثقافة الشعبية.
أكدت «واشنطن بوست» أن اللحظة الحالية تشهد استياءً شعبيًا شديدًا، وتنافرًا عميقًا أيضًا، حيث تظهر استطلاعات الرأي الأخيرة أن ما يقرب من 80 في المئة، من الأمريكيين غير راضين عن الاتجاه الذي تسير إليه البلاد بفعل البطالة التي وصلت إلى أعلى مستوى لها منذ عقود، وطريقة تعامل جو بايدن، الرئيس الأمريكي، مع الاقتصاد التي تُثير استياء عدد كبير من الناخبين.
اقرأ أيضًا: تصاعد الاحتجاجات الطلابية في جامعة كاليفورنيا ضد السياسات الإسرائيلية
أردفت الصحيفة أنها المرة الأولى منذ عقود التي تواجه فيها الولايات المتحدة مثل هذه التحديات في الداخل والخارج.
قالت إن احتجاجات الطلبة وعنف الشرطة في الجامعات قد فاقت، بحسب محللين، في شكلها وحدتها حتى تلك التي صاحبت الحرب في فيتنام.
رغم أن التظاهرات الجامعية طغت في بعض الأحيان على محاكمة دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق، إلا أن المحاكمة تعد إجراءً تاريخيًا ومقلقًا للغاية، بحسب الصحيفة.
أوضحت أن القضية المنظورة حاليًا هي الأولى من بين أربع قضايا جنائية مرفوعة ضد الرئيس الخامس والأربعين التي تُحال إلى المحاكمة.
عبرت الصحيفة أيضًا عن قلق عميق وحالة ترقب لدى الأمريكيين، وحتى العالم، لما قد تفرزه الانتخابات الرئاسية في نوفمبر القادم وما قد يحدث بعد ذلك سواء فاز «بايدن» أو «ترامب»، لأنه في كلتا الحالتين يتوقع أن تحدث الفوضى.
نقلت الصحيفة عن مينا بوز، المؤرخ الرئاسي الأمريكي، قوله: أعتقد أننا في مرحلة فريدة من التاريخ الأمريكي، ومن الصعب أن نقول كيف سننظر إلى هذا الأمر. لكن دون أدنى شك، أصبحت السياسة الأمريكية أكثر اضطرابًا في العام الماضي مما كانت عليه في العقد الماضي.
أضاف «بوز»: هناك عدد من القضايا المحلية والدولية التي يمكن أن تعكر صفو البلاد أكثر في الأشهر المقبلة.
المصدر: واشنطن بوست