أخبار دولية

دول البلطيق تبدأ فك ارتباطها الكهربائي عن روسيا

بدأت دول البلطيق – ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا – يوم السبت عملية الانفصال عن شبكة الكهرباء الروسية، وذلك في تمام الساعة الخامسة بتوقيت غرينتش، وفق ما أكدته الشركة العامة المشغلة لشبكة الكهرباء في ليتوانيا “ليتغريد”.

وأعلن ماتاس نوريكا، الناطق باسم الشركة، أن ليتوانيا فصلت وصلاتها الكهربائية مع بيلاروس وروسيا عند الساعة السادسة صباحًا بالتوقيت المحلي، في خطوة تعد جزءًا من مشروع طويل الأمد يهدف إلى تعزيز الاستقلال الطاقي لدول البلطيق.

 الغزو الروسي لأوكرانيا يُسرّع الخطط الأوروبية

رغم أن مشروع الانفصال الكهربائي بدأ منذ سنوات، إلا أن الغزو الروسي لأوكرانيا قبل ما يقارب ثلاث سنوات جعل تنفيذ هذه الخطة أكثر إلحاحًا.

فقد أدركت دول البلطيق الحاجة إلى تقليل اعتمادها على روسيا، لا سيما في قطاع الطاقة، لمنع موسكو من استخدامه كورقة ضغط سياسية واقتصادية ضدها.

 إجراء وقائي ضد الابتزاز الجيوسياسي

أكد وزير الطاقة الليتواني زيغيمانتاس فايسيوناس أن هذا الانفصال يهدف إلى حرمان روسيا من إمكانية استخدام شبكة الكهرباء كأداة ابتزاز جيوسياسي ضد دول البلطيق.

ويرى المسؤولون في هذه الدول أن الارتباط بالشبكة الروسية كان يمثل تهديدًا لأمنهم القومي، خاصة في ظل التوترات المتزايدة بين الغرب وموسكو.

 توجه نحو التكامل مع الشبكة الأوروبية

منذ انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) عام 2004، سعت دول البلطيق إلى تقليل اعتمادها على البنية التحتية السوفياتية القديمة وربط أنظمتها بالطاقة الأوروبية.

ومن المتوقع أن تنضم هذه الدول إلى شبكة الكهرباء الأوروبية “ENTSO-E”، مما سيعزز أمنها الطاقي ويمنحها مرونة أكبر في تأمين احتياجاتها من الكهرباء بعيدًا عن النفوذ الروسي.

 تداعيات محتملة وردود فعل روسية

يأتي هذا القرار في وقت يعاني فيه قطاع الطاقة الروسي من تحديات عديدة، لا سيما بعد انقطاع الكهرباء عن 1.9 مليون شخص في جنوب روسيا مؤخرًا، وهو ما يعكس هشاشة بعض جوانب البنية التحتية الروسية.

ولم تصدر موسكو بعد ردود فعل رسمية قوية بشأن هذه الخطوة، لكن من المتوقع أن تواجه دول البلطيق بعض الضغوط السياسية والاقتصادية كرد فعل على هذا التحرك الاستراتيجي.

مستقبل الطاقة في البلطيق: نحو استقلال كامل

يمثل هذا الانفصال خطوة كبيرة نحو تعزيز استقلال دول البلطيق في مجال الطاقة، لكنه أيضًا اختبار لقدرتها على إدارة أمنها الكهربائي بشكل مستقل عن موسكو.

ومع استمرار جهود التكامل مع الشبكة الأوروبية، تتجه هذه الدول نحو إنهاء عقود من الاعتماد على البنية التحتية الروسية، مما يعيد تشكيل المشهد الجيوسياسي في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى