دعم حلفاء أوكرانيا وتصعيد الضغوط الأمريكية على زيلينسكي

عقد قادة الدول الحليفة لأوكرانيا قمة في لندن لتعزيز دعمهم لكييف وتهدئة الوضع الأمني في أوروبا، بينما تزايدت الضغوط من قبل واشنطن على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في ظل تزايد التوترات السياسية.
تعزيز الأمن الأوروبي والدعم لأوكرانيا
انعقدت قمة لندن في يوم الأحد بمشاركة عدد من قادة الدول الكبرى الحليفة لأوكرانيا، الذين أظهروا التزامهم بتقديم الدعم المستمر لأوكرانيا في حربها ضد روسيا.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي شارك في القمة، أكد في تصريحاته لصحيفة “لو فيغارو” أن باريس ولندن تقترحان هدنة شهرية تشمل جميع المجالات العسكرية والطاقة من أجل تخفيف وطأة الحرب على أوكرانيا. كما أشار إلى أهمية زيادة الإنفاق الدفاعي الأوروبي ليصل إلى ما بين 3 و3.5% من إجمالي الناتج المحلي.
من جانب آخر، شدد رئيس الحكومة البريطانية، كير ستارمر، على ضرورة أن تتحمل أوروبا العبء الأكبر في هذه المسألة، مع التأكيد على أن الدعم الأمريكي يبقى أمرًا أساسيًا لنجاح هذه الجهود.
وتحدث ستارمر عن كون هذه اللحظة “فرصة تاريخية” لأمن أوروبا، داعيًا إلى تكثيف العمل الجماعي.
التحولات في السياسة الأمريكية وضغوط واشنطن على زيلينسكي
بينما أظهر حلفاء أوكرانيا في أوروبا التزامًا قويًا، أبدت واشنطن موقفًا أكثر تشككًا تجاه زيلينسكي. حيث صعد مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايك والتز، من ضغوطه على الرئيس الأوكراني، مشيرًا إلى أنه يجب أن يكون هناك قائد قادر على التعامل مع روسيا و”إنهاء الحرب”.
هذه التصريحات جاءت في وقت حساس، حيث بدأت الولايات المتحدة وروسيا محادثات غير رسمية لبحث إمكانية إنهاء الحرب في أوكرانيا، لكن دون دعوة كييف أو الدول الأوروبية للمشاركة.
وأثارت هذه التصريحات تساؤلات حول التوجهات السياسية الأمريكية في ظل حكومة الرئيس جو بايدن، حيث أصبح من الواضح أن هناك تباينًا بين دعم حلفاء أوكرانيا في أوروبا والموقف الأمريكي الذي بدأ يشير إلى ضرورة التوصل إلى اتفاق سلام في أقرب وقت ممكن.
تحالفات جديدة وتعاون دفاعي بين بريطانيا وأوكرانيا
في خضم هذه الضغوط السياسية، كانت بريطانيا تحاول تعزيز موقف أوكرانيا على الساحة الدولية. حيث أعلنت لندن عن اتفاق جديد يسمح لأوكرانيا بشراء خمسة آلاف صاروخ دفاع جوي بقيمة 1.6 مليار جنيه إسترليني.
كما تم توقيع اتفاق قرض بين المملكة المتحدة وأوكرانيا لدعم قدرات الدفاع الأوكرانية، وذلك بمبلغ يصل إلى 2.26 مليار جنيه إسترليني، يتم سداده من خلال أرباح الأصول الروسية المجمدة.
هذه التحركات تأتي في وقت حساس حيث يسعى حلفاء أوكرانيا إلى تعزيز قدراتها الدفاعية مع استمرار الحرب، بينما تظهر بعض الأصوات الأمريكية تشددًا على ضرورة إنهاء الصراع في أقرب وقت ممكن.
رغم الدعم الأوروبي القوي، لا تزال هناك تحديات في المدى الطويل، لا سيما في العلاقة مع الولايات المتحدة. تصريحات المسؤولين الأمريكيين تشير إلى أن واشنطن قد تضغط على كييف لتحقيق تسوية مع روسيا في وقت قريب، ما يضع ضغوطًا إضافية على زيلينسكي وحكومته التي تسعى للتمسك بالموقف العسكري والضغط لتحقيق مكاسب أكبر على الأرض.
إن مسار الأحداث في الأسابيع المقبلة سيحدد شكل العلاقات بين كييف وحلفائها، وخاصة الولايات المتحدة، وما إذا كانت الضغوط السياسية ستؤدي إلى تغيير في القيادة أو استراتيجية الحرب في أوكرانيا.