تصاعد الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية: قمع وتوتر يثير القلق
اخذت الجامعات في الولايات المتحدة خطوات أكثر حزماً في التعامل مع التحركات الطلابية المتزايدة التي تشهدها البلاد، خاصة بعد تقارير إعلامية كشفت عن توسع وتصاعد في الاحتجاجات، مما أثار حالة من القلق والصدمة بين الإدارات الجامعية المختلفة.
ووفقًا لتقرير من موقع «أكسيوس» الأمريكي، فقد تم اعتقال حوالي 600 شخص في 15 حرمًا جامعيًا في جميع أنحاء الولايات المتحدة حتى 26 أبريل الحالي، وذلك خلال فترة لا تتجاوز عشرة أيام.
وكشف التقرير عن استخدام إدارات الجامعات لأساليب قمع غير مسبوقة للمتظاهرين، في ظل تصاعد حجم الاحتجاجات وزيادة كثافتها.
وقعت غالبية الاعتقالات خلال المعسكرات والاعتصامات، في حين لم تشهد العشرات من التظاهرات الجامعية الصغيرة أي مشاكل بين المتظاهرين وقوات الشرطة.
بعد أن قدمت مينوش شفيق، رئيسة جامعة كولومبيا، الأمريكية من أصل مصري، شهادتها أمام «الكونغرس»، والتي تبنت موقفًا يتفق مع النواب الذين يستنكرون الاحتجاجات، قام الطلاب بإقامة معسكر للاعتصام في حرم الجامعة منذ 17 أبريل. وفي اليوم التالي، طلبت رئيسة الجامعة من الشرطة التدخل لتفكيك المعسكر.
ومنذ ذلك الوقت، ظهرت معسكرات واعتصامات تضامنية للطلاب مع قضية «غزة» في جميع أنحاء البلاد، وتستمر هذه التظاهرات لأكثر من ستة أشهر، لكنها تصاعدت بشكل كبير خلال الأسبوع الماضي.
مطالب المحتجين
أحد أهم مطالب المحتجين هو دفع الجامعات لقطع العلاقات مع الشركات المرتبطة ماليًا مع إسرائيل وتلك التي تؤيد الحرب في «غزة».
بالإضافة إلى ذلك، دعت المنظمة الطلابية لنزع العنصرية في جامعة كولومبيا إلى إنهاء تواجد الشرطة في الحرم الجامعي وقطع العلاقات مع المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية.
وفي جامعة جنوب «كاليفورنيا»، دعت إحدى التحالفات الطلابية إلى العفو الكامل عن الطلاب والموظفين وأعضاء هيئة التدريس الذين تم تأديبهم بسبب نشاطهم المناصر للفلسطينيين.
أسباب الاعتقالات
تتعلق أسباب الاعتقالات أساسًا بالتعدي على ممتلكات الآخرين، وذلك على الرغم من أن المعسكرات والاعتصامات كانت في الغالب سلمية، مع حدوث حالات نادرة من العنف بعد تدخل الشرطة.
وقد وصفت منظمات حقوقية مدنية مثل اتحاد الحريات المدنية الأمريكي في «جورجيا» الاعتقالات بأنها «حملات قمع غير دستورية ضد التعبير والاحتجاج».
كانت جامعة جنوب «كاليفورنيا» أول جامعة كبرى تلغي حفل التخرج ردًا على الاحتجاجات، بعد إلغاء خطاب أحد الطلاب المتفوقين المؤيدين لفلسطين.
وكانت الاحتجاجات أقل حدة في جامعة «هيوستن»، حيث أكد كيفن كوين، المتحدث باسم الجامعة، أن الإدارة ملتزمة بتشجيع حرية التعبير ودعم الاحتجاج السلمي.
ويجري الإشارة إلى أنه نتيجة للتظاهرات، تم اعتقال المئات من الطلاب في عدد من الجامعات، بما في ذلك جامعة ولاية «أريزونا»، و«بارنارد»، و«كولومبيا»، و«دنفر»، و«إيموري»، و«جورج واشنطن»، و«أوهايو»، و«نورث كارولينا»، و«جنوب كاليفورنيا»، وجامعة «تكساس» في «أوستن»، و«فرجينيا» للتكنولوجيا، وجامعة «بيل».