التكامل الاقتصادي وتطوير البنية التحتية: دور قناة السويس وطريق التنمية
في هذا السياق، نوضح أن بعض الحمولات لا يمكن نقلها إلا عبر قناة السويس، مثل النفط والبواخر العملاقة، وبالتالي يصعب نقلها عبر طرق التنمية الأخرى
بالإضافة إلى ذلك، يتزايد حجم البضائع التي تنقلها السفن والحاويات البحرية بشكل ملحوظ مقارنة بالشحن عبر السكك الحديدية.
ويشير إلى أن 12% من حجم التجارة العالمية يمر عبر قناة السويس، وفي عام 2022 بلغ حجم التجارة العالمية 34 تريليون دولار، وتركزت أساساً في التجارة بين الصين وأوروبا والهند، مما يبرز أهمية التكامل بين قناة السويس وطريق التنمية الجديد.
ويؤكد على أهمية التنسيق بين الحكومتين المصرية والعراقية لتحقيق هذا التكامل، وربما تشارك مصر في مشاريع بناء الطريق والاستثمارات المرتبطة به.
مشروع استراتيجي
وفيما يتعلق بطريق التنمية، يشير الدكتور حميد الكفائي، الباحث العراقي في الشؤون السياسية والاقتصادية، إلى أنه يهدف إلى تسهيل نقل البضائع والخدمات من آسيا والخليج عبر العراق إلى تركيا ومنها إلى أوروبا.
تأمين النجاح لمشروع طريق التنمية
الباحث العراقي يشير إلى ضرورة تعزيز سيطرة الحكومة وكبح الجماعات المسلحة لضمان نجاح مشروع «طريق التنمية».
يرى أن التنمية الاقتصادية تحتاج إلى بيئة مستقرة وأمنية، وحكومة قوية، وبيئة قانونية مستقرة لحماية حقوق المستثمرين وضمان استمرارية استثماراتهم.
وفقًا لمركز كارينغي لأبحاث الشرق الأوسط، يتكون مشروع «طريق التنمية» من ثلاث مراحل، حيث تنتهي المرحلة الأولى في عام 2028، والمرحلة الثانية في عام 2033، والمرحلة الثالثة في عام 2050.
أثر مشروع «طريق التنمية» على المنطقة
يشير الباحث من إسطنبول، محمود علوش، إلى أن مشروع «طريق التنمية» ليس له أهمية فقط لتركيا والعراق، بل يمتد تأثيره ليشمل دول الخليج وأيضًا دول المنطقة بشكل عام.
يعزز المشروع التفاعلات الاقتصادية والتكامل الاقتصادي في المنطقة، ويخلق خيارات جديدة في طرق النقل الإقليمية والعالمية للتقليل من المخاطر الجيوسياسية ويربط اقتصادات المنطقة بأسواق آسيا الوسطى وأوروبا.
أهمية استقرار العراق لتركيا والخليج
يؤكد الباحث التركي على أهمية استقرار العراق لتركيا ودول الخليج، ويعتبر إشراك العراق في مشاريع التكامل الاقتصادي الإقليمي فرصة لدمجه مجددًا في المنظومة الإقليمية ولتقليص الهيمنة الإيرانية.
جهود تركيا والخليج لمساعدة العراق
وفقًا للباحثين، تتعاون تركيا ودول الخليج في مساعدة العراق على التعافي من الآثار السلبية للصراعات والأزمات التي عانى منها منذ سقوط نظام صدام حسين، بهدف استعادة دوره الاقتصادي المؤثر من خلال مشروع «طريق التنمية».
مشروع «طريق التنمية» كطوق نجاة للقطاع اللوجستي
يصف رئيس الجمعية الدولية لمنتجي خدمات النقل والدعم اللوجستي التركية، بيلغه هان إنغين، مشروع «طريق التنمية» بأنه طوق نجاة للقطاع اللوجستي في ظل الأزمات المتعددة التي يشهدها العالم.
يؤثر المشروع بشكل إيجابي على منطقة واسعة تمتد من أوروبا إلى دول الخليج، مما يخلق منافع مشتركة للدول المعنية.
تأثير الأحداث العالمية على القطاع اللوجستي
يوضح هان إنغين أن الأزمات العالمية الأخيرة، مثل جائحة كورونا والصراعات المحلية والإقليمية، دفعت العالم إلى البحث عن بدائل وحلول لتحسين الأوضاع.
ويعتبر مشروع «طريق التنمية» استجابة فعّالة لهذه الاضطرابات، حيث يعتبر بمثابة طوق نجاة للقطاع اللوجستي.
دعم التنمية الإقليمية وتعزيز العلاقات
يؤكد هان إنغين أن مشروع «طريق التنمية» لن يكون فقط بداية لتطوير القطاع اللوجستي، بل سيكون أيضًا خطوة هامة نحو ضمان التنمية الإقليمية وتعزيز العلاقات التجارية والاجتماعية والثقافية بين الدول المشاركة.