الجيش السوداني يقصف مخازن الدعم السريع وخسائر بشرية في الفاشر

في ظل استمرار النزاع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، نفذ الجيش السوداني، اليوم السبت 10 مايو 2025، غارات جوية استهدفت مخازن أسلحة ومعدات عسكرية تابعة لقوات الدعم السريع في إقليم دارفور غرب السودان، وفقًا لما أعلنه مصدر عسكري.
تأتي هذه العمليات في إطار التصعيد المستمر بين الطرفين وسط أزمة إنسانية متفاقمة تشهدها البلاد.
في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، أفادت القوات المسلحة السودانية بمقتل ثلاثة مدنيين وإصابة 16 آخرين، بينهم 10 نساء (إحداهن حامل في شهرها السادس) وستة أطفال، نتيجة قصف مدفعي شنته قوات الدعم السريع على المدينة.
وأكد الجيش أن القصف كان “ممنهجًا” واستهدف المدنيين العزل، مشيرًا إلى أن قواته نفذت عمليات تمشيط لمنع محاولات التسلل وحماية ممتلكات المواطنين من النهب والسرقة.
وأضاف الجيش في بيان رسمي نشر على صفحته بموقع فيسبوك أن الوضع في الفاشر “تحت السيطرة التامة”.
من جهة أخرى، كشفت منظمة إنقاذ الإغاثية عن مقتل ما لا يقل عن 14 فردًا من عائلة واحدة في غارة جوية استهدفت مخيم أبو شوك للنازحين بالقرب من الفاشر، مساء الجمعة.
وألقت المنظمة باللوم على قوات الدعم السريع، مشيرة إلى أن المخيم تعرض لقصف مكثف بالمدفعية الثقيلة. وأضافت المنظمة أن الهجوم تسبب في خسائر فادحة بين النازحين، مما يعكس تفاقم الوضع الإنساني في المنطقة.
ويأتي هذا التصعيد في سياق النزاع المستمر منذ أبريل 2023 بين قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، حول السيطرة على السلطة في البلاد.
وقد أدى هذا الصراع إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد حوالي 13 مليون شخص، بما في ذلك 300 ألف نازح من مدينة الفاشر وحدها خلال الـ20 يومًا الماضية، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة.
كما تسبب النزاع في أزمة إنسانية حادة، حيث يعاني ملايين السودانيين من نقص الغذاء والدواء والمأوى.
تستمر هذه التطورات في تعميق معاناة المدنيين، بينما تبقى الجهود الدولية لوقف إطلاق النار وإيجاد حل سياسي للأزمة دون تقدم ملموس، مما ينذر بمزيد من التدهور في الأوضاع الأمنية والإنسانية في السودان.