تقارير

هل يمكن للهند أن تُصبح القوة العظمى القادمة في العالم؟

ترجمة: سلمى عبد الرحيم

يتوقع العديد من المراقبين العالميين أن الهند سوف تُصبح القوة العظمى العالمية التالية، ولكن صعود الهند عبارة عن مزيج من الأمل والخطر معًا.

ومن المقرر إجراء الانتخابات العامة في الهند اعتبارًا من 19 أبريل، أي يوم الجمعة. وستستمر عملية الانتخابات للأسابيع الستة المقبلة التي سيمارس خلالها 96.9 مليون ناخب مؤهل حقهم في التصويت. وسيحاول رئيس الوزراء ناريندرا مودي وحزبه حزب بهاراتيا جاناتا الفوز بالسلطة للمرة الثالثة في البلاد.

والهند هي إحدى الدول القليلة في العالم التي تمتلك أسلحة نووية، وفي العام الماضي أصبحت الهند أول دولة تهبط على القطب الجنوبي للقمر. وقد تجاوزت مؤخرًا المملكة المتحدة لتصبح خامس أكبر اقتصاد في العالم.

الهند تمتلك أسلحة نووية

وكان ناريندرا مودي قد أعلن خلال زيارته لجنوب أفريقيا في أغسطس 2023 أن «الهند ستكون محرك النمو العالمي». وبحلول نهاية عام 2023، حصلت الهند على لقب أسرع الاقتصادات الكبرى نموًا في العالم. ولا ننسى أنه في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، زاد حجم اقتصادها بنسبة 8.4 في المائة.

ووفقًا لعدد من المؤسسات المالية، بما في ذلك بنك الاستثمار الأمريكي “مورجان ستانلي”، فإن الهند ستتفوق على ألمانيا واليابان لتصبح ثالث أكبر اقتصاد في العالم بحلول عام 2027.

والأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن الهند، وقت استقلالها عام 1947، كانت واحدة من أفقر البلدان في العالم.

تركت عقود من الحكم البريطاني البلاد تعاني من بنية تحتية وصناعة زراعية غير كافية، ولم تكن البلاد قادرةً على إطعام عدد سكانها المتزايد. ووفقًا للتقديرات في ذلك الوقت، كان متوسط العمر المتوقع للناس في الهند 35 عامًا، ولكن وفقًا للبنك الدولي، فقد تضاعف اليوم تقريبًا إلى 67 عامًا، في حين أن المتوسط العالمي يبلغ 71 عامًا.

صادرات الهند الرئيسية

ووفقًا للبنك الدولي، تُعد الهند عاشر أكبر دولة مُصّدرة في العالم. وتشمل صادراتها الرئيسية النفط والماس والأدوية.

ازدهر الاقتصاد الهندي بسرعة مع نمو البلاد في قطاعات صناعة الخدمات والاتصالات والبرمجيات. لكن وفقًا للخبراء الاقتصاديين، لا يمكن خلق فرص العمل بنفس الوتيرة.

وبحسب بيان صادر عن بنك اتش اس بي سي إلى أن الهند تحتاج إلى خلق 70 مليون فرصة عمل إضافية على مدى العقد المقبل نظرًا لمعدل نموها السكاني.

انفجار فقاعة سكانية

وخلافًا للعديد من البلدان المتقدمة الأخرى، فإن غالبية سكان الهند يتكونون من الشباب.

ويبلغ إجمالي عدد سكان الهند حاليًا 1.4 مليار نسمة، ويتوقع الاقتصاديان الهنديان “بشار تشاكرابورتي” و”جوراف دالميا” أن يتجاوز عدد السكان في “سن العمل” في البلاد مليار نسمة بحلول عام 2030.

يهاجر حوالي 2.5 مليون شخص إلى الخارج كل عام، بما في ذلك بعض الأشخاص ذوي التعليم العالي.

ووفقًا لبيانات وزارة الشؤون الخارجية الهندية، يختار المزيد والمزيد من الهنود العيش في الخارج إلى أجل غير مسمى، بما في ذلك عدد كبير من الأشخاص الذين يتخلون عن الجنسية الهندية، لأنه لا يُسمح بالجنسية المزدوجة في الهند. وفي عام 2022، ألغى أكثر من 225 ألف شخص جنسيتهم الهندية وحصلوا على جنسية دول أخرى.

يقول الصحفي والكاتب الهندي سيدهارث ديب: “لقد أدى النمو الاقتصادي إلى إنشاء بنية تحتية جديدة مثل الطرق السريعة والمطارات وتزايد عدد المليارديرات، لكن الناس العاديين في الهند ما زالوا يعانون”.

أين المرأة العاملة؟

وبحسب الحكومة فإن نسبة النساء العاملات في الدولة تبلغ 33 بالمئة، أي أن 33 من كل 100 امرأة تعمل. وبحسب البنك الدولي، تبلغ هذه النسبة 56.5% في الولايات المتحدة، و60.5% في الصين، بينما يبلغ المعدل العالمي للنساء العاملات 49%.

على الرغم من أن عدد النساء الهنديات اللاتي يحصلن على التعليم أكبر مما كان عليه في الماضي، إلا أن تقليد بقاء المرأة في المنزل بعد الزواج لا يزال قائمًا.

تقول “أشويني ديشباندي”، أستاذة الاقتصاد في جامعة عزام بريمجي في بنغالور، إن هناك حاجة ملحة لزيادة مشاركة المرأة في العمل المنتظم مدفوع الأجر من خلال عقود العمل واستحقاقات الضمان الاجتماعي”.

عدم المساواة

لا تزال الهند واحدة من أكثر الدول التي تعاني من الطبقية في العالم.

ووفقا لمجلة فوربس، يعيش نصف سكان الهند على أقل من 3.10 دولار يوميًا، وهو متوسط خط الفقر الذي حدده البنك الدولي، في حين ارتفع عدد المليارديرات الهنود من شخص واحد في عام 1991 إلى 162 في عام 2022.

يقول الدكتور مودي إن أحد التغييرات المطلوبة هو الإصلاحات الاجتماعية التي تُنهي هذا التفاوت. وتشمل هذه الإصلاحات تعزيز نظام الصحة العامة في الهند.

انقسام سياسي عميق

منذ القرن التاسع عشر، كان هناك جدل حول ما إذا كانت الهند دولة علمانية أم هندوسية، حيث أن 90٪ من السكان هندوس.

واحتدم النقاش عندما حقق حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي بزعامة ناريندرا مودي فوزًا ساحقًا في انتخابات عام 2014.

ومنذ وصول الحزب إلى السلطة، تزايدت أعمال العنف الطائفية ضد المسلمين، وفي مارس/آذار، أعربت كل من الأمم المتحدة والحكومة الأمريكية عن قلقهما بشأن إقرار قانون كان من شأنه أن يحظر باكستان وبنغلاديش وأفغانستان للأقليات الدينية غير المسلمة الحصول على الجنسية الهندية.

تعتقد الكاتبة “ديفيكا ريجي”، التي نشرت مؤخرًا رواية “كوارتر لايف”، وهي رواية مثيرة للجدل حول الهند في أعقاب انتخابات عام 2014، أن بلادها تواجه موجة من “الاضطرابات الطائفية”.

المصدر: بي بي سي اردو نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى