
بينما تروج الحكومة التركية لعام 2025 باعتباره “عام الأسرة” وتشجع على الولادة الطبيعية، تكشف التقارير الميدانية عن واقع مغاير تمامًا في شرق وجنوب شرق البلاد، حيث تفتقر المستشفيات إلى أبسط مقومات الرعاية التوليدية، ما يعرض حياة الأمهات والمواليد للخطر ويحول الولادة إلى تجربة محفوفة بالمخاطر.
في منطقة عدل جيفاز بولاية بتليس، يواجه قطاع الصحة أزمة حادة بسبب نقص أطباء التوليد والتخدير، ما يعطل إجراء الولادات داخل المستشفى، خاصة العمليات القيصرية، ويجبر المرضى على التنقل لمسافات طويلة إلى مستشفيات أخرى، في ظروف قد تعرض حياة الأمهات والمواليد للخطر، وفقًا لما ذكرته صحيفة “إفرنسال” التركية.
وأكد الرئيس المشارك لنقابة العاملين في الصحة بولاية بتليس، محمد فاتح آيدن، أن المستشفى المحلي يفتقر إلى أطباء التخدير، وأن التوليد يتم فقط خلال ساعات الدوام الرسمية، دون وجود نظام مناوبة، ما أدى إلى وقوع ولادات على الطريق بسبب تأخر الوصول إلى الرعاية.
كما أشار إلى غياب وحدة عناية مركزة للأطفال حديثي الولادة، ونقص في الدعم الطبي الطارئ، ما يجعل إجراء الولادات في المستشفى شبه مستحيل.
الوضع لا يقتصر على بتليس، بل يمتد إلى ولايات مثل شرناق وفان وأديامان، حيث تواجه المنشآت الصحية ظروفًا مشابهة.
ومن ناحية أخرى، شدد رئيس نقابة الأطباء في فان-هكاري، أحمد كوتش، على أن الدعوة للولادة الطبيعية وحدها لا تكفي، قائلاً: “ليس كافيًا أن نقول فقط ‘ستلدون طبيعيًا’. من الضروري أن تتم هذه الولادات في ظروف صحية مناسبة، لأن سلامة الأم والطفل تعتمد على ذلك بشكل أساسي”.
وأوضح رئيس نقابة الأطباء في أديامان، إردال يافوز، إن الزلزال تسبب في شلل كبير بالخدمات الصحية في الولاية، مشيرًا إلى أن مستشفى النساء والولادة ظلت مغلقة حتى نوفمبر 2024. وأضاف يافوز أن المستشفى يفتقر إلى كوادر طبية دائمة، موضحًا أن الأطباء المتخصصين المرسلين ضمن الخدمة الإلزامية يتم نقلهم إلى ولايات أخرى بمجرد انتهاء فترتهم، مما يفاقم من أزمة الرعاية الصحية المستمرة في المنطقة.
وفي عام 2024، فارقت ديلان درموش الحياة بعدما اضطرت إلى الولادة في منزلها بمحافظة شرناق، نتيجة غياب الخدمات الطبية الأساسية التي كان يمكن أن تنقذها.