اقتصاد وتكنولوجيا

تقنية رادار السبر الجوي يكشف أسرار مياه الجوف في الصحاري ومكافحة الجفاف

بالتعاون مع علماء وباحثين، تقود وكالة ناسا مشروعًا طموحًا لتطوير تقنية جوية تستطيع التصوير بدقة في عمق 30 مترًا تحت سطح الأرض في الصحاري العربية، بهدف اكتشاف ورسم خرائط لمياه الجوف.

وفقًا لعصام حجي، العالم المصري البارز، يمكن للتقنية الجديدة تصوير خزانات المياه الجوفية بدقة عالية، مما يمثل خطوة هامة في مكافحة التصحر ونقص المياه في المناطق الجافة.

استخدم الفريق رادارات السبر ذات التردد العالي جدًا والنطاق العريض لاستكشاف طبقات المياه الجوفية في الصحراء، مما يعزز القدرة على رسم خرائط بدقة غير مسبوقة.

من المقرر أن يتم عرض النتائج والاكتشافات في ندوة بجامعة هارفرد في 21 أبريل، حيث سيتم مناقشة أهمية هذه التقنية في مكافحة الجفاف والتغير المناخي.

رادار السبر المحمول جواً يكشف أسرار المياه الجوفية تحت الصحراء

تعاون علماء من وكالة ناسا الفضائية ومؤسسة قطر وجامعة كاليفورنيا للتكنولوجيا «كالتيك»الأمريكية، بالإضافة إلى أعضاء في أكاديمية العلوم الأمريكية، في دراسة مكثفة استمرت لأكثر من ثلاث سنوات، لتطوير تقنية جديدة تمكن من تصوير المياه الجوفية تحت سطح الصحاري بدقة عالية.

النتائج والاكتشافات

نشرت مجلة علوم الأرض والاستشعار عن بعد في عدد مارس 2024 نتائج الدراسة، حيث أظهرت النتائج الرائعة والتي وصفها العالم المصري الدكتور عصام حجي بأنها قد تنقذ الأرض من مصير مروع.

تمكن الفريق من تطوير تكنولوجيا خاصة لتصوير المياه الجوفية بعمق يصل إلى 30 مترًا تحت سطح الأرض باستخدام رادار منخفض التردد.

 التقنية المستخدمة

يشير العالم عصام حجي إلى أن التقنية المستخدمة تعتمد على الرادار المنخفض التردد، وأنها تستخدم فقط لعمليات التصوير الجوي. تلك التقنية تمثل قفزة نوعية في مجال استكشاف المياه الجوفية في الصحاري، وتفتح أفاقًا جديدة لفهم وحماية هذه الموارد الحيوية.

تشير النتائج إلى أهمية الاستثمار في البحث العلمي والتطوير التكنولوجي لمواجهة التحديات البيئية، مثل الجفاف ونقص المياه، وتوفير مصادر المياه الجوفية في المناطق الصحراوية، مما يسهم في الحفاظ على التوازن البيئي ودعم الاستدامة في المناطق المعرضة للتصحر.

رادار السبر الجوي يكشف أسرار مياه الجوف في الصحاري: مكافحة الجفاف في شمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية

 التحديات البيئية والأهداف

تشير الدراسات إلى أن ما يقرب من 75% من سكان العالم قد يعيشون تحت تأثير الجفاف بحلول منتصف القرن الحالي، مما يشير إلى الحاجة الملحة للتصدي لهذه التحديات البيئية.

منظومة «رادار السبر المحمول جواً» تهدف إلى فهم وتحليل حركة وتشكل وخصائص مياه الجوف في الصحاري، مما يمثل خطوة مهمة في مكافحة الجفاف ونقص مياه الأمطار والأنهار، خاصة في مناطق الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، وشبه الجزيرة العربية.

تداعيات الجفاف على العالم

الجفاف ليس مجرد تحدي بيئي، بل يمثل تهديدًا حقيقيًا للبشرية ،حيث أن التغيرات المناخية أدت إلى تفاقم حالات الجفاف وتدهور الأراضي، وزيادة التصحر، مما أثر سلبًا على الزراعة والموارد المائية والحياة البشرية بشكل عام.

 التحديات في شمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية

التصحر يشكل تحديًا كبيرًا في مناطق شمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية، حيث أن الأراضي الخصبة تحولت إلى صحارى نتيجة للتغيرات المناخية، وهو ما أدى إلى تراجع الموارد المائية وتدهور البيئة.

 أهمية التقنية والتطور العلمي

منظومة «رادار السبر المحمول جواً» تعتبر نقلة نوعية في استكشاف وفهم مياه الجوف في الصحاري، حيث تساعد على رسم خرائط عالية الدقة لمنسوب المياه الجوفية وتحليل تحركاتها وتغيراتها، مما يمكن من اتخاذ إجراءات فعالة لمكافحة الجفاف وتحقيق الاستدامة البيئية في المناطق المعرضة للتصحر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى