خطة نتنياهو لتطويق غزة: تفاصيل الاستراتيجية الإسرائيلية وسط تعثر المفاوضات

كشف مصدر مطلع أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أرجأ اتخاذ قرار بشأن الخطوات العسكرية المقبلة في قطاع غزة، في ظل توقف مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة حماس.
وأوضح المصدر أن القرار لن يُتخذ خلال الأسبوع الحالي (حتى 2 أغسطس 2025)، بسبب الخلافات الداخلية في الحكومة الإسرائيلية واستمرار جهود الوساطة من مصر وقطر والولايات المتحدة.
تفاصيل الخطة المقترحة:
تشمل الخطة الإسرائيلية خيارين رئيسيين في حال رفضت حماس اتفاق وقف إطلاق النار:
1. تطويق مدينة غزة: فرض حصار عسكري على المدينة وبعض المراكز السكانية الأخرى لتقييد حركة حماس والسيطرة على المناطق الحيوية.
2. غزو المدينة: تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق للسيطرة على مدينة غزة، مع احتمال توسيع العمليات إلى مناطق أخرى في القطاع.
وأشار المصدر إلى وجود انقسامات بين الوزراء الإسرائيليين، حيث يدعم البعض التطويق كخيار أقل تصعيدًا، بينما يفضل آخرون عملية عسكرية مباشرة. وتعكس هذه الخطة محاولة نتنياهو للحفاظ على استقرار حكومته، خاصة مع ضغوط من اليمين المتطرف، مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي يهدد بالانسحاب من الائتلاف إذا لم تُنفذ خطوات صلبة.
السياق السياسي والعسكري
– تعثر المفاوضات: بدأت جولة جديدة من المفاوضات في 6 يوليو 2025 بوساطة مصر وقطر وأمريكا، لكنها انتهت دون تقدم بسبب تمسك إسرائيل بعدم الانسحاب الكامل من غزة، في حين تطالب حماس بوقف دائم لإطلاق النار، انسحاب القوات الإسرائيلية، عودة النازحين، وإعادة الإعمار.
– توزيع المساعدات: تصر إسرائيل على إدارة توزيع المساعدات عبر “مؤسسة غزة”، بينما تطالب حماس بإعادة هذه المهمة إلى منظمات الأمم المتحدة، وسط تفاقم أزمة الجوع وسوء التغذية في القطاع.
– تصريحات عسكرية: قال رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير، خلال زيارة ميدانية للقطاع يوم 1 أغسطس 2025، إن الجيش سيواصل القتال “بلا هوادة” إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال أيام، مشيرًا إلى أن إسرائيل تنتظر رد حماس على مقترح إطلاق سراح الرهائن.
التداعيات الإنسانية
تفاقمت الأوضاع الإنسانية في غزة بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 7 أكتوبر 2023، حيث يعاني القطاع من نقص حاد في الغذاء والأدوية.
وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن 2.1 مليون نسمة يواجهون انعدام الأمن الغذائي، مع 900 ألف طفل يعانون من الجوع.
كما تعرضت شاحنات المساعدات للنهب عند معبر كرم أبو سالم، وواجهت عمليات توزيع المساعدات فوضى بسبب استهداف القوات الإسرائيلية لطالبي المساعدات، مما أدى إلى مقتل المئات.
الجهود الدولية
– أعلنت إسرائيل والولايات المتحدة عن صياغة تفاهم جديد لزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة، مع استمرار العمليات العسكرية، وفقًا لمسؤول إسرائيلي كبير يوم 31 يوليو 2025.
– نفذت عملية إسقاط جوي للمساعدات الغذائية يوم 1 أغسطس 2025، بمشاركة مصر، الأردن، الإمارات، ألمانيا، إسبانيا، وفرنسا، لكن الأونروا حذرت من ارتفاع تكلفة الإسقاط الجوي ومخاطره مقارنة بالنقل البري.
– دخلت شاحنات أدوية عبر منظمة الصحة العالمية يوم 2 أغسطس 2025، لكنها لا تحتوي على مواد غذائية، مما يعكس استمرار أزمة الجوع.
تحليل الوضع
تعكس خطة نتنياهو محاولة لتحقيق توازن بين الضغوط الداخلية من اليمين المتطرف والضغوط الدولية لتخفيف الأزمة الإنسانية.
لكن تنفيذ التطويق أو الغزو قد يؤدي إلى تصعيد عسكري جديد، مما يزيد من معاناة المدنيين ويعرض إسرائيل لانتقادات دولية متزايدة.
كما أن تمسك حماس بشروطها، إلى جانب الخلافات الإسرائيلية الداخلية، يجعل التوصل إلى اتفاق بعيد المنال في الوقت الحالي.