مقالات

مريم حسن تكتب: ماوراء التاريخ.. رحلة الصراع السياسي للغة الهندية والأردية

إن قضية اللغة الأردية واللغة الهندية قضية سياسية أكثر منها قضية لغوية لها جذور تاريخية.

تعد اللغتان الأردية والهندية بخطهما العربي والديوناجري – الخط الذي تكتب به معظم لغات شبه القارة الهندية – من أوسع لغات آسيا انتشارًا، إذ يبلغ عدد المتحدثين بها أكثر من 300 مليون شخص.

تتشابه اللغة الأردية والهندية إلى حد كبير في البنية والقواعد والمفردات.

بينما تختلف اللغة الأردية عن الهندية في طريقة الكتابة، فالنص المستخدم لكتابة اللغة الأردية هو Nastaliq (نستعليق)، بينما في الهندية، النص المستخدم هو Devanagari (देवनागरी) والفرق بسيط بين اللغتين هو أن الأردية لها أصول فارسية وعربية، بينما الهندية تجذرت أصلا من السنسكريتية.

والأردية كلمة تركية تعنى الجيش، ولدت اللغة الأردية في ظل الإسلام وأصبحت لغة البلاط، والأدب والفن ووسيلة الدعاة والمبلغين لدين الله إذ أصبحت حلقة الوصل بين مختلف طبقات الشعب، يتفاهمون بها في حياتهم اليومية، وعن طريقها يتم الدرس والتدريس وبها ينشد الشعراء أشعارهم ويكتب الأدباء خواطرهم ومقالاتهم، حتى ارتقت وتطورت ووصلت إلى مستوى اللغة الأدبية.

اللغة الأردية واللغة الهندية

لكن بلغ الأمر مداه نتيجة الاحتلال البريطاني؛ حيث عمل الإنجليز على التفريق بين اللغتين حين ربطوا اللغة الهندية بالهندوك، والأردية بالمسلمين، بل بالغوا كثيرًا بالأمر إلى حد إلغاء اللغة الفارسية – إحدى لغات الحكم الإسلامي بوصفها لغة رسمية للبلاط المغولي، واستبدال اللغة الأردية بها عام ١٨٣٧م، وفي عام ١٨٦٧م طالب غلاة الهندوك بتحريض من البريطانيين – بإلغاء التعامل باللغة الأردية التي تكتب بالحروف العربية الفارسية، وإحلال اللغة الهندية التي تكتب بالحروف الديوناجرية محلها،واتخذ الموضوع طابعاً سياسياً، وعليه بدأ الصراع بين الأردية بخطها العربي الفارسي الذي يدعمه المسلمون، وبين الهندية بخطها الديوناجري.

صراع سياسي اجتماعي

وزاد التعصب ذروته ضد اللغتين الهندية والأردية بعد أحداث التقسيم عام ١٩٤٧م، حيث نشأت دولة باكستان على أساس ديني واتخذت اللغة الأردية لغة رسمية لها، في حين اتخذت الهند اللغة الهندية لغة رسمية لها.

إذًا فإن الاختلاف بين اللغتين نتج وفقًا لأسباب سياسية واجتماعية.

في أروقة اللغات، تتداخل الأصوات

وتتألق الأردية والهندية بجمالهما وفنونهما

لغتان ترويان قصص حب خالدة

تناجي الروح بلغة العشق والحب

تلمس القلوب بمعانيها العميقة المتناغمة.

تأخذك إلى عالم الأساطير الخيالية الخرافية .

تعكس تنوع الثقافات والتراث

ترسم لوحة متنوعة من الحياة والجمال

في صراع اللغات وتنافس الحروف

تتعانق الأردية والهندية في حضن الإبداع

فكيف نفرق بينهما وبين روعة الأدب،

وهما يشكلان قلب الثقافة وروح العصر؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى