روسيا تعزز نفوذها في الساحل الإفريقي عبر شراكات عسكرية واقتصادية استراتيجية

أكدت روسيا حرصها على تعزيز علاقاتها مع دول الساحل الإفريقي الثلاث: بوركينا فاسو، النيجر، ومالي، في إطار سعي موسكو لتوسيع نفوذها بالقارة الإفريقية، مع استمرار المباحثات مع منظمة الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس” حول آليات التعاون المشترك.
شراكة أمنية واقتصادية متبادلة
تأسس تحالف دول الساحل (AES) في سبتمبر 2023، كتحالف أمني مستقل بعيدًا عن النفوذ الفرنسي والتحالفات الغربية، ما أتاح فرصة لموسكو لتعزيز التنسيق مع “إيكواس”.
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف استمرار المشاورات لتقديم الدعم العسكري والتدريب لقوات هذه الدول، بما في ذلك إعداد قوات حفظ السلام، في مقابل توسيع التعاون الاقتصادي.
وتعكس استراتيجية روسيا في الساحل نهجها المتبع في عدة دول إفريقية، حيث تقدم الأسلحة والمدربين العسكريين مقابل الوصول إلى الموارد الطبيعية، غالبًا من خلال صفقات تبادلية، وهي صفقات مشابهة أبرمتها موسكو مع حوالي 15 دولة إفريقية أخرى.
صفقات تبادلية وتأمين الموارد
تعتبر الدول الثلاث الشريكة، الغنية باليورانيوم والذهب والمعادن الأخرى، أن هذه الشراكات وسيلة لتعزيز سيادتها الاقتصادية، بينما تكسب روسيا النفوذ الاستراتيجي والوصول إلى الموارد الحيوية. وتعتمد موسكو على صفقات تبادلية لتوفير الإمدادات العسكرية وتدريب الكوادر مقابل الموارد، دون استثمار كبير في البنية التحتية المحلية.
تعزيز القدرات الدفاعية
خلال مؤتمر وزاري بالقاهرة، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيجي فيرشينين عن تعزيز روسيا للقدرات الدفاعية للدول الثلاث لمواجهة التهديدات الداخلية والخارجية.
وأكد فيرشينين أن روسيا تسعى لدعم سيادة الدول الإفريقية والمساهمة في تسوية النزاعات المسلحة، مع احترام مبدأ “حلول إفريقية للمشاكل الإفريقية” وأهداف الاتحاد الإفريقي لأجندة 2063.
قوة عسكرية مشتركة لمواجهة التهديدات
أعلنت مالي وبوركينا فاسو والنيجر عن تشكيل قوة عسكرية مشتركة تضم نحو 5 آلاف جندي، مدعومة بوحدات جوية ومخابراتية، بقيادة الجنرال البوركيني داودا تراوري، لمواجهة الجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش، وتعزيز الأمن في المنطقة الحدودية الثلاثية.
وتأتي هذه الخطوة بعد انسحاب الدول الثلاث من “إيكواس” عقب العقوبات التي فرضت عليها لمطالبتها بالعودة للحكم المدني بعد الانقلابات العسكرية.



