في استجابة متوازنة لتصاعد الشكاوى المجتمعية من انتشار الكلاب الضالة وفي الوقت ذاته التزاماً بمبدأ الرفق بالحيوان، أطلقت الحكومة المصرية خطة قومية طموحة لاحتواء هذه الظاهرة. لم تعد القاهرة تكتفي بمحاولات فردية، بل شرعت في تطبيق نموذج متكامل يجمع بين الحلول البيطرية والعمرانية، لنقل الكلاب من الشوارع المكتظة إلى مراكز إيواء دائمة، ضمن استراتيجية تهدف إلى إيقاف التكاثر وضمان السلامة العامة والحفاظ على التوازن البيئي.
كشفت مصادر حكومية عن تخصيص 12 قطعة أرض في 12 محافظة، غالبيتها في أطراف المدن، لإنشاء مراكز إيواء (شلتر) للكلاب الضالة، بعد تطبيق الفكرة بنجاح في حي التبين بالقاهرة كنموذج رائد.
وقد اعتمدت الهيئة العامة للخدمات البيطرية الميزانية اللازمة لإنشاء أربع مراكز كمرحلة أولى في محافظات القاهرة والجيزة والبحيرة والغربية، وهي المحافظات الأكثر كثافة سكانية ومعاناة من انتشار الظاهرة.
تعتمد الخطة على تنفيذ حملات مكثفة لجمع الكلاب من الشوارع، وإخضاعها لفحوصات بيطرية شاملة، يليها إجراء عمليات التعقيم الجراحي؛ والتي تتضمن استئصال الأعضاء التناسلية لمنع التكاثر تماماً، حيث يمكن للأنثى الواحدة أن تنجب أعداداً كبيرة على مدار عمرها.
وتؤكد الحكومة أن الهدف هو الحفاظ على السلامة العامة للمواطنين وإدارة مراكز الإيواء “الشلتر” وفق أسس علمية تضمن الرعاية الصحية والتغذية المنتظمة للكلاب، دون الإخلال بمتطلبات الرفق بها.
