تقارير

حصاد 2025..صراعات غزة والساحل الإفريقي وأزمات أوكرانيا والإخوان تهز الساحة الدولية

كشف تقرير “داى نيوز” عن أبرز التحولات السياسية والأمنية والاقتصادية التي شهدها العالم خلال الأسبوع الماضي، مسلطًا الضوء على تحركات عسكرية ودبلوماسية مهمة، من انتشار القوات الدولية في غزة إلى تشكيل تحالف عسكري في الساحل الإفريقي، مرورًا بتوتر العلاقات الأمريكية-الفنزويلية، وتعقيدات نفوذ جماعات الإخوان في أوروبا، وأزمات دعم أوكرانيا والأسلحة الغربية، وصولًا إلى الشراكات الاستراتيجية بين روسيا وكوريا الشمالية، ومتابعة تداعيات الملف الاستعماري في الجزائر.

القوات الدولية في غزة

يشهد قطاع غزة جدلاً واسعًا حول نشر قوات دولية، حيث يُنظر إلى هذه الخطوة ليس فقط كحل أمني، بل كجزء من معادلة سياسية تحدد مستقبل القطاع. وتشير تقارير إلى أن الهدف غير المعلن يتمثل في الحد من عودة المقاومة، أكثر من حماية المدنيين، ما يثير تساؤلات حول حياد وفاعلية هذه القوة في تحقيق السلام.

تحالف ثلاثي في الساحل الإفريقي

أطلقت دول الساحل (مالي، بوركينا فاسو، النيجر) قوة عسكرية مشتركة مكونة من 5000 جندي، لمواجهة الجماعات المتطرفة وتعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي.

هذه الخطوة تمثل تحركًا نحو استقلال أمني إقليمي بعيدًا عن الإطارات التقليدية مثل “إيكواس”، لكنها تواجه تحديات سياسية وضغوطًا دولية.

تحولات العلاقات الأمريكية-الفنزويلية

تاريخ العلاقات بين واشنطن وكاراكاس شهد تحولات كبيرة، من شراكة استراتيجية خلال الحرب الباردة إلى توتر وعقوبات متبادلة. النفط والسياسة الداخلية هما العاملان الرئيسيان في هذا التحول، حيث أدت السياسات المعادية لواشنطن وصعود اليسار إلى تبني فنزويلا موقفًا تصادميًا، ما جعل العلاقات بين البلدين نموذجًا لتغير التحالفات الاستراتيجية.

الإخوان الأوروبيون ومسار النفوذ

كشف تقرير عن تمويل منظمات مرتبطة بجماعة الإخوان في أوروبا عبر أموال عامة، ما أثار جدلًا واسعًا حول شفافية الإنفاق وحدود الرقابة. التقرير حذّر من استمرار هذا التمويل دون رقابة صارمة، ما قد يقوّض القيم الديمقراطية ويتيح استغلال المال العام لأجندات سياسية أو أيديولوجية.

مخاطر تسرب أسلحة أوكرانيا

مع تصاعد الدعم الغربي لأوكرانيا، فقدت أجزاء من الأسلحة الغربية، خاصة الخفيفة، حيث برزت مخاوف من وصولها إلى شبكات غير شرعية. ورغم جهود الرقابة، يظل خطر سوء استخدام الأسلحة قائمًا، ما يعكس تحديًا طويل المدى بعد انتهاء الحرب.

الشراكة الروسية-الساحل الإفريقي:

عززت روسيا نفوذها في الساحل الإفريقي عبر تقديم دعم عسكري وتقني، مقابل شراكات اقتصادية في مجالات الطاقة والمعادن، ويهدف التحالف العسكري الجديد إلى مواجهة الجماعات المتطرفة، مع إعادة رسم موازين النفوذ في المنطقة بعيدًا عن الدور الغربي التقليدي.

جيفري إبستين:

تظل قضية جيفري إبستين رمزًا للجدل العالمي، بعدما أثارت وفاته في السجن عام 2019 موجة من نظريات المؤامرة حول ملابساتها. التحقيقات الرسمية أشارت إلى الإهمال المؤسسي أكثر من كونها اغتيالًا مدبرًا، لكن القضية أصبحت مثالًا على فقدان الثقة بالمؤسسات وتأثير الإعلام الرقمي.

الجزائر وتجميد الحقبة الاستعمارية:

أعاد البرلمان الجزائري ملف الاستعمار الفرنسي إلى الواجهة، عبر قانون يجرّم الحقبة الاستعمارية ويطالب باريس بالاعتذار والتعويض. الخطوة تعكس رغبة الجزائر في تثبيت روايتها التاريخية والسياسية، وتحويل العدالة التاريخية إلى أداة ضغط دبلوماسي على القوى الأوروبية.

خطة السلام الأمريكية لحرب أوكرانيا:

كشف الرئيس الأوكراني عن مسودة خطة سلام مع واشنطن، لكنها تواجه عقبات حول الأراضي والبنية التحتية الحيوية، خاصة محطات الطاقة النووية والمناطق المحتلة. وتسعى الخطة لإنشاء مشروع إقليمي مشترك يضمن نزع السلاح عن المنشآت الحيوية ويحدد مصير الأراضي المتنازع عليها.

الشراكة الروسية-الكورية الشمالية:

تشهد روسيا وكوريا الشمالية تعاونًا عسكريًا متزايدًا، بما يشمل تصنيع الغواصات النووية والصواريخ بعيدة المدى، وتحويل الدعم من رمزي إلى تدخل مباشر. التحركات تؤشر إلى تغيّر ميزان الردع الإقليمي وتحديات جديدة للغرب، في ظل سباق تسلح نووي وإقليمي متصاعد.

في نهاية، يعكس هذا الأسبوع العالمي المحتدم حجم التحولات العميقة التي يشهدها النظام الدولي، حيث تتداخل الصراعات العسكرية مع الحسابات السياسية والاقتصادية، وتتغير موازين النفوذ الإقليمي والدولي بوتيرة متسارعة.

من غزة إلى الساحل الإفريقي، ومن أوكرانيا إلى شرق آسيا، يبدو العالم أمام مرحلة جديدة عنوانها تصاعد الاستقطاب، وتراجع الحلول السهلة، وعودة منطق القوة والتحالفات الصلبة.

وفي ظل هذه التعقيدات، تظل الحاجة ملحّة إلى مقاربات دولية أكثر توازنًا، تقوم على احترام السيادة، وضبط النزاعات، ومعالجة جذور الأزمات، لتفادي انزلاق النظام العالمي نحو مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار.

Mariam Hassan

مريم حسن كاتبة وصحفية متخصصة في الشأن الهندي ـ الباكستاني و جنوب شرق آسيا خبرة سنتين في مجال العمل الصحفي والإعلامي. أماكن العمل : داي نيوز الإخباري. أعمل على ترجمة وتحرير الأخبار والتقارير الصحفية المتنوعة. تحليل و دراسة التحولات السياسية والتهديدات الأمنية في آسيا وانعكاساتها على الأمن القومي المصري والعربي. متابعة التطورات الاقتصادية والتكنولوجية، وتحليل سياسات القوى الإقليمية وأنماط التحالفات بين جنوب آسيا والشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى