أخبار دولية

ملك الأردن ورئيس وزراء الهند يبحثان العلاقات الثنائية ويتبادلان الرؤى حول القضايا الإقليمية والدولية


استقبل جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، دولة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، اليوم في قصر الحسينية بالعاصمة عمّان، حيث بحث الجانبان القضايا ذات الاهتمام الثنائي والإقليمي.

وجاءت زيارة رئيس الوزراء مودي إلى الأردن، التي تستمر يومين، تلبية لدعوة من جلالة الملك عبد الله الثاني. وفي لفتة خاصة تعكس عمق العلاقات الوثيقة بين البلدين، استقبل الملك رئيس الوزراء استقبالاً حافلاً.

وتعتبر هذه الزيارة المحطة الأولى في جولة رئيس الوزراء مودي التي تشمل ثلاث دول، وتهدف إلى تعزيز العلاقات معها على نحو أكبر. وكان قد صرح في وقت سابق بأن زيارته إلى الأردن ستسهم في دفع الروابط الثنائية بين البلدين إلى آفاق أوسع.

وأعرب رئيس الوزراء مودي خلال لقائه الملك عبد الله الثاني عن ثقته في أن هذا اللقاء سيمنح العلاقات الهندية–الأردنية زخماً جديداً وعمقاً أكبر.

وقال سنواصل تعاوننا في مجالات مثل التجارة، والأسمدة، والتكنولوجيا الرقمية، والبنية التحتية، وتعزيز الروابط بين الشعبين.

كما أكد رئيس الوزراء أن البلدين يتشاركان موقفاً واضحاً ومشتركاً ضد الإرهاب، مشيداً بالدور النشط والإيجابي، الذي يضطلع به الملك عبد الله الثاني إزاء قضية غزة.

وأضاف نأمل أن يسود السلام والاستقرار في المنطقة. إننا نتشارك موقفاً واضحاً وحازماً ضد الإرهاب. وتحت قيادتكم، بعث الأردن رسالة قوية واستراتيجية إلى العالم ضد الإرهاب والتطرف والتشدد.

وتوجه رئيس الوزراء بالشكر إلى الملك الأردني على حفاوة الاستقبال التي حظي بها هو والوفد المرافق له، قائلاً لقد طرحتم أفكاراً إيجابية للغاية للارتقاء بالعلاقات الهندية–الأردنية إلى مستويات جديدة. وأتقدم إليكم بخالص الشكر على صداقتكم والتزامكم العميق تجاه الهند. نحتفل هذا العام بالذكرى الخامسة والسبعين لعلاقاتنا الدبلوماسية، وهو إنجاز سيظل مصدر إلهام لنا لمواصلة التقدم بطاقة متجددة لسنوات طويلة مقبلة.

واستذكر رئيس الوزراء مودي زيارة الملك عبد الله الثاني إلى الهند عام 2018، حين شاركا معاً في مؤتمر حول التراث الإسلامي، مشيراً إلى أهمية جهود الملك في تعزيز نهج الاعتدال.

وقال إن مساعيكم لنشر الاعتدال بالغة الأهمية، ليس فقط من أجل السلام الإقليمي، بل من أجل السلام العالمي أيضاً. وأضاف أتذكر أن لقاءنا الأول جرى على هامش اجتماعات الأمم المتحدة عام 2015، خلال فعالية ركزت على مكافحة التطرف العنيف، حيث قدمتم آنذاك كلمات ملهمة حول هذا الموضوع.

وأكد رئيس الوزراء أن الهند والأردن سيواصلان السير معاً في هذا الاتجاه، والعمل على تعزيز جميع أبعاد التعاون المشترك.

من جانبه، قال الملك عبد الله الثاني إن جميع الأردنيين يرحبون بعودة رئيس الوزراء مودي إلى الأردن. وأضاف إن وجودكم هنا يحمل دلالة عميقة، إذ نحتفل بمرور 75 عاماً على العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا. وأعتقد أن هذه الزيارة تجسد عقوداً من الصداقة والاحترام المتبادل والتعاون المثمر بين أمتينا.

وأشار الملك إلى أن البلدين يتمتعان بشراكة قوية، ويتقاسمان الرغبة في تعزيز الازدهار لشعبيهما، لافتاً إلى أن التعاون بينهما اتسع عبر العديد من القطاعات على مر السنين. وقال أن توفر زيارتكم فرصة مهمة لرسم مسارات جديدة للتعاون الاقتصادي.

وتأتي هذه الزيارة الثانية إلى الأردن بعد انقطاع دام 37 عاماً، وتتزامن مع الذكرى الخامسة والسبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وكان رئيس الوزراء مودي قد مر عبر الأردن في فبراير 2018، خلال توجهه إلى فلسطين.

وأكد مودي أن زيارته الحالية ستسهم في تعزيز الروابط الثنائية بين البلدين. وشارك عبر مواقع التواصل الاجتماعي وصوله إلى عمّان. وقال أشكر دولة السيد جعفر حسان، رئيس وزراء المملكة الأردنية الهاشمية، على حفاوة الاستقبال في المطار. وأنا واثق بأن هذه الزيارة ستعزز الروابط الثنائية بين بلدينا.

أول زيارة منذ 37 عاماً

تعتبر هذه الزيارة أول زيارة إلى الأردن منذ 37 عاماً، وتتزامن مع الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

ويمثل الأردن المحطة الأولى في جولة رئيس الوزراء مودي التي تستغرق أربعة أيام وتشمل ثلاث دول، هي الأردن وإثيوبيا وسلطنة عُمان.

وقال رئيس الوزراء الأردني في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يشرفنا اليوم الترحيب برئيس وزراء جمهورية الهند، السيد ناريندرا مودي، ضيفاً عزيزاً على الأردن، في زيارة تعكس خمسة وسبعين عاماً من العلاقات الوثيقة والممتدة. وأضاف نتطلع إلى آفاق أوسع من التعاون بين بلدينا، ولا سيما في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتكنولوجية.

وعند وصول رئيس الوزراء مودي إلى مقر إقامته، حظي باستقبال حافل من أفراد الجالية الهندية وأصدقاء الهند في الأردن، حيث تبادل معهم التحية ونقل إليهم تحيات الأصدقاء والعائلات في الهند.

وقال في منشور على منصة إكس تأثرت كثيراً بحفاوة الاستقبال التي قدمتها الجالية الهندية في عمّان. إن مودتهم وفخرهم بتقدم الهند وروابطهم الثقافية القوية تعكس الصلة الدائمة بين الهند وجاليتها في الخارج. كما أعرب عن تقديري للدور الذي تواصل الجالية القيام به في تعزيز العلاقات الهندية–الأردنية.

ومن المقرر لاحقاً أن يعقد رئيس الوزراء مودي لقاءً ثنائياً مع الملك عبد الله الثاني، يعقبه اجتماع على مستوى الوفود. وفي يوم الثلاثاء 16 ديسمبر، سيخاطب رئيس الوزراء والملك فعالية للأعمال الهندية–الأردنية، بمشاركة نخبة من رجال الأعمال من البلدين.

كما ينتظر أن يزور رئيس الوزراء، برفقة ولي العهد، مدينة البتراء التاريخية، التي تربطها بالهند علاقات تجارية قديمة، وذلك رهن الأحوال الجوية.

ووفقاً لوزارة الشؤون الخارجية الهندية، تعتبر هذه الزيارة أول زيارة كاملة لرئيس وزراء هندي إلى الأردن.

عبور الأردن عام 2018

وكان رئيس الوزراء مودي قد مر عبر الأردن في فبراير 2018 أثناء توجهه إلى فلسطين. وذكرت وزارة الشؤون الخارجية الهندية، خلال إحاطة خاصة في نيودلهي الأسبوع الماضي، أنه على الرغم من كونها زيارة عبور، فقد حظي رئيس الوزراء آنذاك باستقبال استثنائي من جلالة الملك، ما جعلها تتجاوز كونها مجرد زيارة عابرة.. وتأتي الزيارة الكاملة الحالية بعد فاصل زمني بلغ 37 عاماً.

وترتبط الهند والأردن بعلاقات اقتصادية قوية، إذ تعتبر نيودلهي ثالث أكبر شريك تجاري لعمّان، ويبلغ حجم التبادل التجاري الثنائي بين البلدين نحو 2.8 مليار دولار.

كما يعتبر الأردن من أبرز موردي الأسمدة إلى الهند، ولا سيما الفوسفات والبوتاس. ويقيم في الأردن مجتمع هندي نشط يزيد عدده على 17,500 شخص، يعملون في قطاعات متعددة، من بينها النسيج والإنشاءات والتصنيع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى