المبعوث الأمريكي يضع «خطوطًا حمراء» أمام نتنياهو بشأن سوريا

أفادت مصادر عبرية أن المبعوث الأمريكي توم باراك سيصل اليوم إلى إسرائيل للقاء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وعدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين.
ويأتي الاجتماع في إطار جهود واشنطن لتحديد “خطوط حمراء” واضحة تمنع إسرائيل من اتخاذ أي خطوات قد تهدد استقرار سوريا أو تقوّض حكم الرئيس السوري أحمد الشرع.
خلفية الاجتماع
تتركز المخاوف الأمريكية حول التدخلات الإسرائيلية المحتملة داخل الأراضي السورية، خاصة فيما يتعلق بالعمليات العسكرية ضد فصائل معينة أو التحركات التي قد تزعزع الاستقرار الداخلي.
وترى واشنطن أن الشرع يسعى لتحقيق الاستقرار داخل الدولة السورية وإدارة الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تمر بها البلاد، لذلك تسعى الإدارة الأمريكية لتجنب أي تحركات إسرائيلية قد تؤثر سلبًا على هذه الجهود.
يأتي هذا في وقت تشهد فيه المنطقة سلسلة من التوترات، تشمل النزاع المستمر في سوريا، التوترات بين إسرائيل وحلفائها الإقليميين، بالإضافة إلى الدور الإيراني في سوريا ولبنان.
وتحاول الإدارة الأمريكية، من خلال هذا الاجتماع، التوفيق بين مصالح إسرائيل الأمنية ومصالح الاستقرار الإقليمي الذي يهم واشنطن.
نقاط التركيز في الاجتماع
1. الوضع في سوريا:
تحديد خط أحمر لأي تحركات إسرائيلية داخل الأراضي السورية.
مناقشة تأثير العمليات العسكرية الإسرائيلية على الاستقرار الداخلي في سوريا.
تقييم العلاقة بين واشنطن ودمشق عبر وسائط دبلوماسية غير مباشرة.
2. التوازن الإقليمي:
بحث دور إيران في سوريا ولبنان.
مناقشة التنسيق مع الحلفاء الإقليميين لتجنب أي تصعيد محتمل.
متابعة ملف الميليشيات الموالية لطهران وتأثيرها على استقرار سوريا.
3. الاستقرار السياسي:
الحفاظ على حكم الرئيس السوري أحمد الشرع وفق منظور واشنطن.
منع أي إجراءات إسرائيلية قد تؤدي إلى ضعف السلطة المركزية السورية.
دراسة انعكاسات أي تصعيد على ملف اللاجئين والأمن الحدودي مع الجوار.
التحديات والتداعيات
على إسرائيل: يحتمل أن تشهد إسرائيل ضغوطًا للحد من تحركاتها في سوريا، خاصة تلك التي تهدف إلى استهداف مجموعات مسلحة معينة، مما قد يثير جدلاً داخليًا حول الأمن القومي.
على سوريا: تهدف واشنطن من هذا الموقف إلى دعم استقرار الدولة السورية وتجنب اندلاع مواجهات جديدة، مع الإشارة إلى أن أي خرق للخطوط الحمراء قد يؤدي إلى تصعيد سريع.
على المنطقة: وجود خطوط حمراء واضحة من قبل الولايات المتحدة قد يخفف من احتمالات التصعيد العسكري، لكنه يترك الباب مفتوحًا لتوترات سياسية ودبلوماسية بين إسرائيل والجهات الفاعلة الإقليمية، خاصة إيران وحلفائها.
الاجتماع بين المبعوث الأمريكي ونتنياهو يمثل خطوة حاسمة لإعادة ضبط العلاقة بين واشنطن وتل أبيب فيما يخص سوريا، مع التأكيد على أهمية التنسيق لمنع أي أزمة إقليمية جديدة.
وتظهر هذه التحركات حرص الإدارة الأمريكية على استقرار سوريا، مع التوازن بين مصالح إسرائيل الأمنية ومصلحة الاستقرار الإقليمي، وهو ما يجعل من متابعة نتائج هذا الاجتماع أمرًا محوريًا لفهم مستقبل السياسة الأمريكية والإسرائيلية تجاه سوريا والمنطقة بشكل عام.



