الذهب والفضة في صعود غير مسبوق مع تزايد رهانات خفض الفائدة الأمريكية

سجّلت أسعار الذهب والفضة مستويات غير مسبوقة خلال تعاملات يوم الاثنين 22 ديسمبر 2025، في ظل موجة صعود قوية غذّتها بيانات اقتصادية أمريكية ضعيفة، أعادت تعزيز توقعات المستثمرين بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يقترب من خفض أسعار الفائدة خلال شهر يناير المقبل.
وارتفع الذهب في التعاملات الفورية بنحو 1%، ليصل إلى أعلى مستوى في تاريخه عند 4384.50 دولار للأونصة في ساعات التداول المبكرة بتوقيت غرينتش، في حين صعدت العقود الآجلة للذهب في السوق الأمريكية بنسبة 0.7% لتسجل حوالي 4416.30 دولار للأونصة، ما يعكس زيادة واضحة في الطلب الاستثماري.
أما الفضة، فقد حققت قفزة لافتة، إذ ارتفعت في المعاملات الفورية بنسبة 3% لتبلغ مستوى قياسياً جديداً عند 69.14 دولار للأونصة، مستفيدة من تزايد الإقبال عليها سواء كأصل استثماري أو كمعدن صناعي في ظل توقعات التيسير النقدي.
ويأتي هذا الأداء القوي بعد صدور بيانات أظهرت تباطؤاً في الاقتصاد الأمريكي، حيث ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة بنسبة 2.7% على أساس سنوي خلال شهر نوفمبر، وهو أقل من التوقعات التي رجّحت وصوله إلى 3.1%.
كما أشارت بيانات سوق العمل إلى ضعف نسبي، ما عزز الرهانات على تحوّل السياسة النقدية نحو خفض أسعار الفائدة.
ويعد الذهب من أبرز أصول الملاذ الآمن التي تستفيد عادة من انخفاض أسعار الفائدة، نظراً لكونه لا يدر عائداً ثابتاً، وهو ما يجعل الاحتفاظ به أكثر جاذبية في بيئة نقدية ميسرة.
وقد ارتفع سعر الذهب بنحو 67% منذ بداية العام الحالي، مدعوماً أيضاً بتصاعد التوترات الجيوسياسية والتجارية عالمياً، إلى جانب عمليات الشراء المكثفة التي تنفذها البنوك المركزية حول العالم لتعزيز احتياطاتها.
في المقابل، حققت الفضة أداءً أقوى، إذ قفزت أسعارها بنحو 125% منذ مطلع العام، مستفيدة من مزيج من العوامل الاستثمارية والطلب الصناعي المتزايد.
وامتد الزخم الإيجابي إلى باقي المعادن النفيسة، حيث ارتفع سعر البلاتين بنسبة 2.6% ليصل إلى 2028.34 دولار للأونصة، مسجلاً أعلى مستوى له منذ أكثر من 17 عاماً، بينما صعد البلاديوم بنسبة 3.8% ليبلغ 1772.74 دولار للأونصة، وهو أعلى مستوى له منذ نحو ثلاثة أعوام.
ويرى محللون أن استمرار التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية، إلى جانب حالة عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي، قد يبقى الطلب على المعادن النفيسة مرتفعاً خلال الفترة المقبلة، مع احتمالات بمزيد من المكاسب إذا اتجهت السياسة النقدية العالمية نحو مزيد من التيسير.



