تصعيد خطير: قيادي إخواني سوداني يهدد بضرب البيت الأبيض وسط مخاوف من عودة الإرهاب

يلقي التصعيد الخطير في الخطاب التهديدي لقيادات جماعة الإخوان المسلمين في السودان بظلاله الداكنة على المشهد السياسي والأمني، مهدداً بتقويض أي جهود لاستقرار البلاد. فبينما يغرق السودان في أزمته المستمرة، تأتي هذه التهديدات الصادمة والموجهة ضد السودانيين أنفسهم، ودول المنطقة، وحتى الولايات المتحدة، لتؤكد المخاوف المتزايدة من أن التنظيم يسعى لفتح البلاد مجدداً أمام الأنشطة الإرهابية التي مارستها بعد انقلاب عام 1989، والتي عزلت السودان دولياً لعقود. هذه التصريحات النارية لم تعد مجرد مزايدات كلامية، بل هي إشارات واضحة إلى استراتيجية التصعيد التي يتبناها التنظيم في خضم الحرب الحالية.
تهديدات مباشرة للولايات المتحدة والمدنيين
بعد أيام من تهديد ضابط موالٍ للتنظيم بضرب ست دول إقليمية، تصاعدت حدة التهديدات بشكل غير مسبوق. فقد هدد القيادي الإخواني الناجي عبد الله، المعروف بلقب “أمير الدبابين” خلال حرب الجنوب في التسعينات، باستهداف مقر السلطة الأمريكية مباشرة. وفي مقطع فيديو واسع الانتشار، أعلن عبد الله: “أمنيتنا أن نفتح ذخيرة في البيت الأبيض.. كما يتربص بنا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأجهزة استخباراته فإننا سنقاتله ومخابراته داخل البيت الأبيض”.
وفي سياق داخلي لا يقل خطورة، توعد القيادي ياسر عبيد الله المدنيين الذين قادوا الحراك الشعبي الذي أسقط نظام الإخوان في أبريل 2019 بـ “الموت” إذا عادوا للاحتجاج مجدداً في الشوارع، في تلميح واضح لاعتماد التنظيم الكامل على القوات المسلحة.
اعترافات ودعم للأنشطة الخارجية
في تسجيل آخر، أقر اللواء عبد الهادي عبد الباسط، وهو ضابط سابق في جهاز الأمن السوداني، بالدور الفعلي للتنظيم في تنفيذ عمليات استهداف خارجي، مؤكداً امتلاكهم “قدرات” لإلحاق الأذى بعدد من دول المنطقة.
تزامنت هذه التصريحات مع مناقشات في الكونغرس الأمريكي، حيث رأى متحدثون أن الجذور الأساسية لأزمة السودان الحالية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بوجود تنظيم الإخوان.
تاريخ من دعم الإرهاب ومخاوف دولية
لطالما كان لتنظيم الإخوان في السودان سجل حافل في دعم الإرهاب الدولي. فخلال فترة حكمهم، استضاف السودان زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن عام 1991، ومُنحت عناصر متطرفة جوازات سفر سودانية، وتم تنفيذ عمليات إرهابية عابرة للحدود، منها:
محاولة اغتيال الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك في أديس أبابا عام 1995.
تفجير السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا عام 1998.
استهداف المدمرة الأمريكية “يو إس إس كول” عام 2000.
ومنذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، حذر مراقبون دوليون ومحليون من وجود صلات قوية بين مجموعات الإخوان المتحالفة مع الجيش وتلك التنظيمات الإرهابية الخارجية.
تصعيد الخطاب ضد المدنيين والرباعية
في تسجيل صوتي، هاجم ياسر عبيد الله بعنف القوى المدنية ومجموعة “الرباعية”، التي تضم دولاً ومنظمات تسعى للوساطة، متهماً إياهم بـ “العمالة للخارج”، ورافضاً أي حلول تفاوضية بقوله “خيارنا الموت الأحمر.. لا رباعية ولا خماسية ستأتي بكم”.
وقد سبقت هذه التهديدات تصريحات مثيرة للجدل لقيادي أهلي في شرق السودان، هدد فيها بفتح موانئ البحر الأحمر أمام روسيا، كوسيلة لضرب الولايات المتحدة.
مطالبة أميركية بتصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية
في جلسة استماع عقدت بالكونغرس الأميركي يوم الجمعة الماضي، شدد كين إزاك، المرشح الرئاسي الأمريكي السابق والمدير الأسبق لمنظمة الهجرة الدولية، على أن “علة السودان الرئيسية عبر السنين ترجع إلى التطرف الإسلامي الذي سيطر على الدولة منذ 1989”.
وأكد إزاك أن تنظيم الإخوان وجناحه السياسي حزب المؤتمر الوطني هما المسؤولان عن الحروب والأعمال الإرهابية التي شهدها السودان في التسعينات، مضيفاً أن “هذا التطرف هو ذاته الذي نراه في حزب الله والقاعدة”. ودعا إزاك الإدارة الأميركية، بقيادة الرئيس دونالد ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو، إلى تكثيف الجهود لإعلان جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية أجنبية.



