دراسات تكشف عن الكمية “الصحية” لتناول عسل النحل يوميا

يتفق خبراء التغذية على أن عسل النحل، بصفته مادة طبيعية غنية بالفوائد ومضادات الأكسدة، يمثل بديلاً صحياً ومغذياً للسكر المصنع. ومع تزايد شعبية العسل كـ “غذاء خارق”، يطرح تساؤل مهم حول الكمية المثالية التي يمكن تناولها يومياً دون أن يتحول إلى مصدر إضافي للسعرات الحرارية والسكريات الحرة.
وفي هذا السياق، تشير التوصيات الغذائية الصادرة عن مؤسسات بحثية متخصصة إلى أن الاستهلاك المعتدل والمنضبط هو المفتاح للاستفادة من مزايا العسل الصحية مع تجنب آثاره السلبية المحتملة عند الإفراط.
الحد الأقصى للاستهلاك اليومي
توحي الإرشادات العامة بأن الكمية الصحية المثالية للاستهلاك اليومي من عسل النحل تتراوح بين ملعقة إلى ملعقتين كبيرتين كحد أقصى. هذه الكمية (والتي تعادل حوالي 20 إلى 40 جراماً) تضمن تزويد الجسم بخصائص العسل العلاجية والغذائية دون أن تشكل حملاً زائداً على نظامك الغذائي اليومي من السكريات.
تقدر الملعقة الكبيرة الواحدة من العسل بحوالي 64 سعرة حرارية، وهي كمية كبيرة نسبياً تأتي بشكل أساسي من السكريات، وعلى الرغم من أن العسل يحتوي على فيتامينات ومعادن ومضادات أكسدة، إلا أن محتواه العالي من السكريات يتطلب الانتباه.
تحذير من الإفراط في تناول السكريات الحرة
يصنف العسل، بالدرجة الأولى، ضمن فئة “السكريات الحرة” التي توصي منظمة الصحة العالمية بالحد من تناولها. وتنص توصيات المنظمة على ضرورة ألا تشكل السكريات الحرة (التي تشمل السكر المضاف، وعسل النحل، والعصائر) أكثر من 10% من إجمالي السعرات الحرارية اليومية، مع طموح لخفضها إلى 5%.
لذا، فإن تجاوز الحد الموصى به من ملعقة إلى ملعقتين كبيرتين يومياً قد يؤدي إلى:
زيادة الوزن: بسبب المحتوى العالي من السعرات الحرارية والكربوهيدرات.
ارتفاع مستويات السكر في الدم: خاصة للأشخاص الذين يعانون من مقاومة الأنسولين أو مرض السكري، حيث يمتلك العسل مؤشراً جلايسيمياً متوسطاً إلى مرتفع.
مشاكل في الجهاز الهضمي: قد يسبب الإفراط في تناول العسل الانتفاخ أو الإسهال لدى بعض الأشخاص بسبب محتواه من الفركتوز.
نصائح للاستهلاك الأمثل
لضمان الاستفادة القصوى من عسل النحل، يُنصح خبراء التغذية باتباع الإرشادات التالية:
الاعتدال والبديل: استخدم العسل كبديل صحي للسكر الأبيض في المشروبات أو المخبوزات، لكن حافظ على الكمية اليومية الموصى بها.
التوقيت: يفضل تناوله في الصباح أو قبل ممارسة النشاط البدني للاستفادة من الطاقة الفورية التي يمنحها.
استشارة متخصصة: يجب على الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة، خاصة مرضى السكري، استشارة طبيب أو اختصاصي تغذية لتحديد الكمية المناسبة لحالتهم الفردية.
ويظل عسل النحل جوهرة غذائية يجب التعامل معها بحكمة واعتدال، حيث تتفق التوصيات على أن الجرعة اليومية الفعالة والمأمونة لا تتجاوز ملعقتين كبيرتين للاستمتاع بفوائده دون المخاطرة بصحة الجسم العامة.



