علماء يبتكرون أصغر روبوت في العالم بقدرات تفكير واستجابة شبيهة بالبشر

تمكن فريق بحثي مشترك من جامعتي بنسلفانيا وميشيغن من تحقيق إنجاز علمي غير مسبوق، بعد تطوير أصغر روبوت متكامل في العالم، لا يتجاوز حجمه حجم حبة الملح، ويتميز بقدرته على الاستشعار والتفكير واتخاذ القرار بشكل مستقل.
ووفقًا لما ورد في دراسة حديثة، فإن هذا الروبوت المتناهي الصغر يقل حجمه عن واحد مليمتر، ورغم ذلك يضم مكونات متكاملة تشمل حاسوبًا مركزيًا لمعالجة البيانات، وأجهزة استشعار دقيقة للتفاعل مع البيئة المحيطة، ونظام حركة يتيح له السباحة والتنقل داخل السوائل، ما يجعله إنجازًا هندسيًا لافتًا في عالم الروبوتات الدقيقة.
كيف يعمل أصغر روبوت في العالم؟
أوضح مارك ميسكين، أستاذ الهندسة بجامعة بنسلفانيا، أن هذا الابتكار يمثل أول نموذج لروبوت بالغ الصغر يستطيع الإحساس والتفكير والتصرف في الوقت نفسه، مشيرًا إلى أن استهلاكه للطاقة وحجمه أصبحا قريبين جدًا من الكائنات الحية الدقيقة وحيدة الخلية.
ويعتمد الروبوت في تصنيعه على مواد فائقة الدقة مثل السيليكون والبلاتين والتيتانيوم، مع تغليفه بطبقة زجاجية متينة تضمن حمايته أثناء العمل في البيئات السائلة.
آليات التشغيل الأساسية
- الطاقة:
يعمل الروبوت باستخدام خلايا شمسية دقيقة مدمجة توفر الطاقة اللازمة لتشغيل الحاسوب الداخلي.
- الحركة:
يتحرك عن طريق آلية تشبه السباحة، حيث تستخدم أقطاب كهربائية لتوليد تيار في جزيئات الماء المحيطة، ما يدفعه للأمام.
- الاستجابة الذكية:
رغم أن قدرات المعالجة أبطأ من الحواسيب التقليدية، إلا أن الروبوت قادر على الاستجابة للتغيرات البيئية مثل الضوء ودرجات الحرارة.
تواصل ذكي وآفاق مستقبلية
من أبرز مزايا هذا الروبوت امتلاكه نظام تواصل ثنائي الاتجاه، يسمح للمشغلين البشر بإرسال أوامر وتعليمات، بينما يقوم الروبوت بنقل بيانات وتقارير حول ما رصده أو نفذه من مهام.
وتوقع ديفيد بلاو، الباحث بجامعة ميشيغن، أن تبدأ التطبيقات العملية لهذه التقنية في الظهور خلال العشر سنوات المقبلة، خاصة في المجالات الطبية الدقيقة، مثل توصيل الأدوية داخل جسم الإنسان، أو المساعدة في إصلاح الأنسجة التالفة من الداخل.
التحدي القادم
ورغم الاحتفاء العالمي بهذا الإنجاز، يشير العلماء إلى أن التحدي الأكبر في المرحلة المقبلة يتمثل في تمكين الروبوتات الدقيقة من التواصل مع بعضها البعض والعمل ضمن مجموعات منسقة، لتنفيذ مهام معقدة لا يستطيع روبوت واحد إنجازها بمفرده، وهو ما قد يفتح آفاقًا ثورية في الطب، والصناعة، والبحث العلمي.



