
مع بزوغ فجر الحادي والعشرين من ديسمبر، تتحول معابد الكرنك بالأقصر إلى مسرح فلكي مفتوح، حيث تتلاقى أشعة الشمس مع عبقرية العمارة المصرية القديمة في ظاهرة نادرة تجذب أنظار العالم، معلنة رسمياً بدء فصل الشتاء وفق حسابات دقيقة عرفها المصريون قبل آلاف السنين.
تستعد محافظة الأقصر لتنظيم احتفالها السنوي بظاهرة تعامد الشمس على مقصورة قدس الأقداس داخل معابد الكرنك، تزامنًا مع يوم الانقلاب الشتوي، وذلك في تمام الساعة السادسة صباحًا من يوم الأحد الموافق 21 ديسمبر 2025. ويشهد الحدث تنظيم فعاليات كرنفالية بحضور مئات السائحين والزوار من مختلف دول العالم، لمتابعة واحدة من أبرز الظواهر الفلكية والمعمارية في الحضارة المصرية القديمة.
وتعد لحظة تعامد الشمس على قدس الأقداس الإعلان الفلكي الرسمي عن دخول الانقلاب الشتوي، حيث تخترق أشعة الشمس محاور المعبد بدقة مدهشة، في مشهد يعكس تقدم المصريين القدماء في علوم الفلك وربطها بالتصميم المعماري للمعابد. وتحظى هذه الظاهرة باهتمام واسع من الجهات المعنية بالسياحة والآثار، لما تمثله من قيمة حضارية وفرصة فريدة لتنشيط السياحة الثقافية في الأقصر.
ويُقام الاحتفال سنويًا مع شروق الشمس فجر 21 ديسمبر، حيث يتعامد قرص الشمس على مقصورة قدس الأقداس بمعبد آمون رع، في حدث يُصنَّف كأحد أهم المشاهد الفلكية في مصر والعالم، لما يحمله من دلالات تاريخية وعلمية.
ويعد معبد آمون رع من أكبر وأهم معابد الكرنك، وقد شُيِّد على محور شمسي يتوافق بدقة مع يوم الانقلاب الشتوي، في إبداع هندسي وفلكي فريد. وخلال الظاهرة، يشاهد الزوار أشعة الشمس وهي تتوسط البوابة الشرقية للمعبد، ثم تنتشر داخل الفناء المفتوح وصالة الأعمدة وقدس الأقداس، لتؤكد مرة أخرى عظمة التخطيط المعماري ودقة الحسابات الفلكية التي تميزت بها حضارة مصر القديمة.



